وهو النبي الذي يؤمن بوحدانية الله وكلماته التشريعية التي أنزلها الله لهداية البشر ، وكلماته التكوينية الدالة على قدرته وإرادته وحكمته ، ويصدق قوله عمله ، ويؤمن بما أنزل إليه من ربه. فالمراد من كلماته : ما تضمنته كتبه من التوراة والإنجيل والقرآن من أحكام وإرشادات وأدلة على وجود الله تعالى ووحدانيته وقدرته.
وهذا أمر بالإيمان أتبعه بالأمر بالإسلام ، أي اتبعوا منهج هذا النبي ، واسلكوا طريقه في كل ما جاء به ، لتهتدوا إلى الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ، أو رجاء أن تهتدوا بالإيمان واتباع الشرع إلى ما فيه سعادتكم في الدنيا والآخرة.
والحق أنه لأهدي صحيحا ثابتا إلا في القرآن ، ولا خير إلا في الدين ، ولا سعادة إلا باتباع شريعة خاتم النبيين ، وبمقدار الالتزام بالشريعة يكون النجاح في الدنيا والآخرة.
روى مسلم عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار».
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآية على أن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مبعوث إلى جميع الخلق ، وأن رسالته عامة للناس أجمعين ، بل لكل العالمين من الإنس والجن.
والمراد بالناس : هم المكلفون أي البالغون العقلاء ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد وأبو داود والحاكم عن علي وعمر : «رفع القلم عن ثلاث : عن الصبي حتى يبلغ ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق».