جحود بني إسرائيل نعم الله عليهم
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩) قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٤٠) وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١))
الإعراب :
(كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) ما : اسم موصول بمعنى الذي ، و (لَهُمْ) : صلته ، والعائد الضمير في (لَهُمْ). و (آلِهَةٌ) : مرفوع إما على أنه بدل من الضمير المرفوع في (لَهُمْ) ، وإما على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هي الهة ، وإما على أنه مرفوع ب (لَهُمْ) على تقدير : كما استقر لهم آلهة. (ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : (كانُوا) : صلة زائدة.
(أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً) تقديره : أبغي لكم إلها غير الله ، و (غَيْرَ اللهِ) : منصوب على الحال : لأن صفة النكرة إذا تقدمت عليها انتصب على الحال.
البلاغة :
(إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) أتى بالمضارع بدل الماضي إشعارا بأن ذلك منهم بمثابة الطبع الملازم لهم ، لا يتخلون عنه ولو في المستقبل.
المفردات اللغوية :
(وَجاوَزْنا) عبرنا ، يقال : جاز الشيء وجاوره وتجاوزه : انتقل عنه (فَأَتَوْا) فمروا. (يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ) يقيمون على عبادتها. والأصنام : جمع صنم ، وهو ما يصنع من خشب أو حجر أو معدن مثالا لشيء حقيقي أو خيالي ، بقصد تعظيمه تعظيم العبادة ، وهو شرك. أما