الاختلاف والنزاع في استيفاء المنافع ، وليكون أمر كل سبط معروفا من جهة رئيسهم ، فيخف الأمر على موسى.
وأرشد قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى ...) إلى النعم العظمى التي أنعم الله بها على بني إسرائيل ، وهي : أولا ـ الشرب في التيه من ينابيع تفجرت اثنتي عشرة عينا بعدد الأسباط ، بضرب موسى الحجر ، وهذه معجزة خارقة له ، كمعجزة العصا واليد وفلق البحر لإنجائهم من فرعون وقومه. وثانيا ـ تظليل الغمام. وثالثا ـ إنزال المن والسلوى ، وقد أباح الله لهم تلك الطيبات ، وسهل لهم الطعام والشراب.
ولكن بني إسرائيل لم يشكروا تلك النعم العظيمة ، وجحدوا بها ، وظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي ، وكانوا فاسقين لخروجهم عن طاعة الله تعالى.
أمر بني إسرائيل بسكنى القرية (بيت المقدس)
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ (١٦٢))
الإعراب :
(نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ) هذا مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مؤنث سالم. ومن قرأ يغفر وتغفر ، رفع خطيئاتكم على أنه نائب فاعل. ومن قرأ يغفر بالياء بالتذكير فلوجود الفصل ب (لَكُمْ). ومن قرأ بالتاء بالتأنيث فعلى الأصل ، ولم يعتبر الفصل.