فقه الحياة أو الأحكام :
الحلم سيد الأخلاق ، فحينما هدأت نفس موسى عليهالسلام ، وعاد إلى أناته وحلمه ، أخذ يتدارس الألواح التي كتبت فيها التوراة ، فوجد فيها بيان الحق من الضلال ، والهدى من الانحراف ، والرحمة من العذاب ، ببيان وجه الرشاد وسلوك طريق الخير والصلاح ، لمن كان يخاف ربه ويخشى عقابه.
وفي ضوء ما وجد فيها من حدود وأحكام ، أخذ يرشد قومه إلى ما فيها ، ويحملهم على العمل بها ؛ لأنها شريعة الله لبني إسرائيل. وتلك هي فترة الاستقرار في حياة موسى على ما يظهر لنا ، بعد أن مرّ بتقلبات وأحوال شديدة التأثير ، كاد بها يخسر إيمان قومه برسالته إلى الأبد ، لولا عودته إلى النصح والإرشاد بما نزل في التوراة.
اختيار موسى سبعين رجلا لميقات الكلام والرؤية
ومناجاته ربه
(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (١٥٥))
الإعراب :
(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) : (قَوْمَهُ) ، و (سَبْعِينَ) : منصوبان باختار ، إلا أنه تعدى إلى (سَبْعِينَ) من غير تقدير حذف حرف جر ، وتعدى إلى (قَوْمَهُ) بتقدير حذف حرف جر ، والتقدير فيه : واختار موسى من قومه سبعين رجلا ، فحذف حرف الجر ، فتعدي الفعل إليه.