قصة اتخاذ السامري العجل
(وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ (١٤٨) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩))
الإعراب :
(مِنْ حُلِيِّهِمْ) جار ومجرور متعلق بفعل (وَاتَّخَذَ) والحلي : جمع حلي ، وأصله حلوي على فعول ، نحو فلس وفلوس ، فاجتمعت الواو والياء ، والسابق منهما ساكن ، فقلبوا الواو ياء ، وجعلوهما ياء مشددة. ومفعول (اتخذ) الثاني محذوف أي إلها.
البلاغة :
(وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) كناية عن شدة الندم ؛ لأن النادم يعض على يده عادة ألما وحزنا. قال في (تاج العروس) : هذا نظم لم يسمع قبل القرآن ولا عرفته العرب. وذكرت اليد ؛ لأن الندم يحدث في القلب ، وأثره يظهر فيها بالعضّ أو بالضرب بها على اليد الأخرى ، كما قال سبحانه في النادم : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) [الكهف ١٨ / ٤٢].
المفردات اللغوية :
(وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ) أي بعد ذهابه إلى جبل الطور للمناجاة (مِنْ حُلِيِّهِمْ) حلي القبط الذي كانوا استعاروه منهم لعرس فبقي عندهم ، والحلي : ما يتخذ للحلية من ذهب أو فضة (عِجْلاً) صنع لهم السامري عجلا من الحلي بعد إذابته ، والعجل : ولد البقرة كالمهر لولد الفرس ، والحوار لولد الناقة (جَسَداً) جسما (لَهُ خُوارٌ) صوت يسمع ، بوضع التراب الذي أخذه من حافر فرس جبريل في فمه. والخوار : صوت البقر كالرّغاء لصوت الإبل (اتَّخَذُوهُ) إلها (وَكانُوا ظالِمِينَ) باتخاذه.