العبرة من قصص أهل القرى
(تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١) وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢))
الإعراب :
(تِلْكَ الْقُرى نَقُصُ) تلك : مبتدأ ، القرى : صفة ، و (نَقُصُّ عَلَيْكَ) خبر المبتدأ (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) معنى اللام تأكيد النفي ، وأن الإيمان كان منافيا لحالهم في التصميم على الكفر.
(بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) الباء سببية (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ) الضمير للناس على الإطلاق ، أي ما وجدنا لأكثر الناس من عهد.
(وَإِنْ وَجَدْنا) إن مخففة من الثقيلة. قال الزمخشري : وإن الشأن والحديث وجدنا أكثرهم فاسقين خارجين عن الطاعة مارقين. والآية اعتراض.
المفردات اللغوية :
(تِلْكَ الْقُرى) هي قرى الأقوام الخمسة التي وصفت سابقا ، وهم قوم نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وشعيب (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها) نذكر لك شيئا من أخبارها كيف أهلكت. والخطاب لمحمد عليه الصلاة والسلام. وقوله : (مِنْ أَنْبائِها) أي بعض أخبار أهلها (بِالْبَيِّناتِ) المعجزات الظاهرات. (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) عند مجيئهم (بِما كَذَّبُوا) كفروا به (مِنْ قَبْلُ) قبل مجيئهم ، بل استمروا على الكفر (كَذلِكَ يَطْبَعُ) أي مثل ذلك الذي طبع الله على قلوب كفار الأمم الخالية ، يطبع على قلوب الكافرين الذين كتب الله عليهم ألا يؤمنوا.
(لِأَكْثَرِهِمْ) أكثر الناس (مِنْ عَهْدٍ) أي وفاء بعهدهم يوم أخذ الميثاق ، أي أن أكثرهم نقض عهد الله وميثاقه في الإيمان والتقوى.