المبحث الخامس : في العلم
العلم هو : ما
وضع لمسمّى معيّن بدون احتياج إلى قرينة خارجة عن ذات لفظه ، نحو : جعفر ، وغضنفر
، وزينب ، وشاة ، ومصر.
تقسيم العلم باعتبار الوضع
ينقسم العلم
باعتبار الوضع إلى ثلاثة أنواع : اسم ، وكنية ، ولقب.
فالاسم : ما
وضع أوّلا ليدلّ على الذات نحو : عمر ، وعثمان.
والكنية : هي
كلّ مركّب إضافيّ صدره أب ، أو أمّ ، أو ابن ، أو بنت ، نحو : أبو البشر ، وأمّ
المؤمنين ، وابن مالك ، وبنت النّعمان.
واللّقب : ما
يراد به مدح مسماه ، أو ذمّه. نحو : جمال الدّين ، وسيف الدّولة ، والنّاقص ،
والحمّار.
تقسيم العلم باعتبار الاستعمال
ينقسم العلم
باعتبار الاستعمال إلى نوعين :
مرتجل : وهو ما
وضع من أوّل الأمر علما ، ولم يستعمل في شيء آخر قبل علميّته ، كعمر ، وسعاد.
ومنقول : وهو
ما نقل من شيء سبق استعماله فيه قبل العلميّة.
والنّقل إمّا
عن مصدر ، كفضل ، أو عن اسم جنس ، كأسد. أو عن فعل : كيحيى وأحمد : أو عن صفة
كمحرز ، ومحمد ، وسعيد ، وحمّاد ، أو عن مركّب : كجاد المولى ، وسيبويه.
«والأعلام
المنقولة أكثر من المرتجلة».
واعلم أنّه إذا
اجتمع الاسم واللّقب يقدّم الاسم ، ويؤخّر اللّقب لأنّه كالنّعت له ، نحو : هارون
الرّشيد ـ إلّا إذا اشتهر اللّقب اشتهارا تامّا فيجوز العكس ، نحو (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ) [النساء : ١٧١].
وأمّا الكنية
فلا ترتيب لها معهما ، فيجوز تقديمها وتأخيرها. غير أنّ الأشهر تقديمها عليهما
جميعا ، فيقال : أبو حفص عمر الفاروق ـ وأبو الطّيّب أحمد المتنبّي ؛