والجزم يختصّ بالفعل «فلا اسم مجزوم ، ولا فعل مخفوض» (١).
والإعراب يشترك بين الأسماء والأفعال فقط دون الحروف فلا يقع فيها إعراب قطعا.
المبحث الثاني : في البناء (٢)
البناء : لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لغير عامل ولا اعتلال.
وذلك ، كلزوم «كم ، ومن السّكون».
وكلزوم «هؤلاء وحزام وأمس الكسر».
__________________
(١) إنّما اختصّ الخفض بالاسم ، والجزم بالفعل ، قصدا للتعادل فإنّ الجرّ ثقيل يجبر خفة الاسم ، والجزم خفيف يجبر ثقل الفعل.
وقد تبيّن أنّ أنواع الإعراب ثلاثة : قسم مشترك بين الأسماء والأفعال وهو الرّفع والنصب ، وقسم مختصّ بالأسماء وهو الخفض ، وقسم مختصّ بالأفعال وهو الجزم. واعلم أنّ جميع الحروف مبنية ولا محل لها من الإعراب. ومثلها أسماء الأفعال والأصوات. وكذا الفعل الماضي إذا لم يقع معمولا لأداة تؤثّر فيه.
(٢) يدخل البناء في أنواع الكلمة الثلاثة.
أولا : في الحرف : فمنه مبني على السكون كهل وبل ولو وأو ، ومنه مبني على الضمّ ، نحو : منذ ، ومنه مبنيّ على الكسر ، نحو : جير.
ثانيا : في الفعل : فمنه مبني على الفتح الظاهر ، نحو : كتب ، أو المقدّر كصلّى.
ومنه مبنيّ على السكون نحو : افهم ، ومنه مبنيّ على حذف الآخر ، نحو : ادع ومنه مبنيّ على حذف النون ، نحو : اسمعا واسمعوا واسمعي.
ولا يوجد في الفعل البناء على الكسر ولا على الضم لثقلهما وثقل الفعل.
ثالثا : في الاسم فمنه مبنيّ على السكون كمن وكم ، ومنه مبنيّ على الكسر كأمس وسيبويه وحذام ، ومنه مبنيّ على الفتح كأين وكيف ، ومنه مبنيّ على الضمّ كحيث ونحن ، ونحو يا عليّ ، ومنه مبنيّ على الألف كيا محمدان ويا رجلان ، ومنه مبنيّ على الواو ، نحو : يا محمدون ويا مسلمون ، ومنه مبنيّ على الياء ، نحو : لا رجلين ولا كاتبين عندي.
«تنبيهان» : الأول : أنّ الأصل في البناء السكون ، ولا يكون على حركة إلا لسبب ، وأسباب التحريك كثيرة سنقف عليها فيما بعد.
الثاني : الفتح والسكون يقعان في الاسم ، نحو : كيف وكم ـ وفي الفعل ، نحو : قام وقم وفي الحرف نحو سوف وهل ، وأما الضمّ والكسر فيقعان في الاسم كثيرا ، وفي الحرف نادرا ، بخلاف الفعل فلا يقع فيه شيء من الضمّ ولا الكسر لثقلهما وثقل الفعل.