وكن أديبا ، وكونك مجتهدا خير لك».
المبحث الثالث : في حكم اسم وخبر كان
الاسم في هذا الباب : يجري مع الفعل النّاقص مجرى الفاعل في جميع أحكامه من حيث التزام التّأخير ، وإفراد العامل ، وما شاكل ذلك. ويجري مع الخبر مجرى المبتدأ في التّعريف ، والتّنكير ، والتّقديم ، والتّأخير.
وإذا وقع خبر كان وأخواتها (جملة فعلية) فالأكثر أن يكون فعلها مضارعا ، نحو : كان الأستاذ يشرح الدرس لتلاميذه ، وقد يجيئ ماضيا مقترنا بقد بعد ستّة منها : كان ، وأمسى ، وأصبح ، وأضحى ، وظلّ ، وبات ، فيقال : كان سليم قد انطلق وأصبح الحيّ قد خلا (١).
المبحث الرابع : في امتيازات كان
تختصّ (كان) من بين سائر أخواتها بأربعة أمور :
أولا : تزاد في الحشو بلفظ الماضي فاصلة بين الشّيئين المتلازمين اللّذين ليسا جارا ومجرورا ، لتدلّ على الزمان الماضي ، وأكثر ما تكون بين «ما» التّعجبيّة و «أفعل التّعجّب» ، نحو : «ما كان أجمل رحلتنا»!.
وهو قياس فيها.
__________________
لفظا ، مرفوعا محلا ، لأنه اسم للمصدر الناقص. وإذا أضيفت إلى اسم مبني كان له محلّان من الإعراب : محل قريب وهو الجرّ بالإضافة ، ومحلّ بعيد وهو الرفع ؛ لأنه اسم للمصدر الناقص.
تنبيه : الأصل في اسم كان وأخواتها أن يتقدم على خبرها ، على أنه قد يقدم الخبر على الاسم نحو : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ويجوز أن يتقدّم الخبر عليها وعلى اسمها معا إلّا : ليس ودام فيقال : صافيا كان الجو ، وغزيرا أمسى المطر.
ويجوز تقدم معمول خبرها عليها أيضا نحو : (وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ).
(١) قد يرد الماضي مجردا من قد ، نحو : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ) وأكثر ما يكون ذلك مع «كان» وأما غير هذه الأفعال الستة فلا يقع الماضي خبرا له على الإطلاق.