المبحث الخامس : في الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجملة.
وهي : إذ ، وحيث ، وإذا ، ولمّا ، ومذ ، ومنذ.
فإذ وحيث تضافان إلى الجمل الفعليّة والاسميّة على تأويلها بالمصدر ، نحو : جئت إذ جاء سليم ، وذهبت إذ القوم لاهون ، وجلست حيث جلس أخوك ، وانزل حيث صديقك نازل.
وإذا ولمّا تضافان إلى الجمل الفعليّة ، ولا تستعمل الثّانية منهما إلّا مع الماضي ، نحو : إذا زرتني أكرمتك. ولمّا تكلّم الأستاذ أصغينا.
ومذ ومنذ إذا كانتا ظرفين تضافان إلى الجمل الفعلية والاسميّة ، نحو : ما رأيته مذ سافر القوم ، وما اجتمعنا منذ غاب رفقاؤنا.
وإذا وقع بعدهما اسم مفرد تقطعان عن الإضافة ويرفع المفرد بعدهما خبرا عنهما فتقول ما رأيته مذ يومان ، أو يجرّ بهما باعتبارهما حرفي جرّ والمبهم المتصرّف من ظروف الزّمان تجوز إضافته إلى الجملة ، نحو : زرتك يوم جاء أخوك ، وأقبلت حين القوم منصرفون (١).
المبحث السادس : في بعض أحكام للإضافة.
يكتسب المضاف من المضاف إليه التّذكير أو التأنيث فيعامل معاملته ، بشرط أن يكون المضاف صالحا للاستغناء عنه وإقامة المضاف إليه مقامه. نحو : قطعت بعض أصابعه والأولى مراعاة المضاف فتقول : قطع بعض أصابعه.
ولا يضاف اسم إلى مرادفه إلّا إذا كانا علمين ، نحو : محمد سعيد ولا يضاف
__________________
(١) لما كانت هذه الظروف تضاف إلى الجملة جوازا صح فيها الإعراب والبناء. فإذا بنيت كان بناؤها على الفتح للمناسبة بين حركة البناء وحركة الإعراب غير أنه يختار بناء الظرف المضاف إلى الجملة الفعلية المصدرة بفعل مبني كما في قوله : على حين عاتبت المشيب على الصبا. ويختار إعراب الظرف المضاف إلى الجملة المصدرة باسم ، أو فعل معرف نحو (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) وجاء الأمير على حين يكتب الوزير استقالته.