المبحث التاسع : في الذي يعرب بالحروف نيابة عن الحركة ، وهو أربعة أنواع :
النوع الأول من المعرب بالحروف المثنى.
المثنّى : هو كلّ اسم دلّ على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون رفعا ، وياء ونون نصبا وجرا على آخره ، أغنت هذه الزّيادة عن العاطف والمعطوف ، بدون تغيير فيه (١) ، وهو يرفع بالألف ، وينصب ويجرّ بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، نحو : اصطلح الخصمان ، وأصلحت الخصمين ، ووفّقت بين الشريكين.
والنّون الّتي بعد الألف والياء عوض عن التّنوين في الاسم المفرد (٢).
__________________
(١) إلا إذا كان مقصورا ، أو منقوصا ، أو ممدودا. فالمقصور تقلب ألفه ياء إن كانت رابعة فصاعدا ، نحو : بشرى ، ومصطفى ، ومستقصى ، فتقول : بشريان ومصطفيان ، ومستقصيان. وتردّ إلى أصلها إن كانت ثالثة ، نحو : فتى ، وعصا ، فتقول : فتيان ، وعصوان.
والمنقوص تردّ إليه ياؤه في التثنية إن كانت محذوفة ، نحو : هاد ومهتد ، فتقول : هاديان ، ومهتديان ، وكذا كل اسم حذفت لامه وكانت تردّ إليه عند الإضافة فإنها ترد إليه أيضا في التثنية ، نحو : أب ، وأخ ، فيقال في تثنيتهما أبوان وأخوان ، كما يقال عند إضافتهما ، أبوك ، وأخوك.
بخلاف يد ، ودم فلا ترد إليهما اللام في التثنية لأنها لا ترد إليهما عند الإضافة.
والممدود تقلب همزته واوا إن كانت للتأنيث ، وتبقى على حالها إن كانت أصلية ويجوز الوجهان إن كانت للإلحاق ، أو منقلبة عن أصل ، نحو : صحراوان. وإنشاءان وعلباءان ، أو علباوان ، وسماءان ، أو سماوان.
(٢) بشروط ثمانية :
الأول : الإفراد ، فلا يثنى المثنى ، ولا جمع المذكر السالم ، ولا الجمع الذي لا نظير له في الآحاد.
الثاني : الإعراب ، فلا يثنى المبنيّ ، وأما لفظ اللّذان وذان ، واللّتان وتان ، فهي هيئة صيغ موضوعة للمثنى وليست مثناة حقيقة.
الثالث : عدم التركيب ، فلا يثنّى المركب تركيب مزج كسيبويه ، ولا تركيب إسناد ، كجاد الحق ، بل يزاد عليها في حالة قصد التثنية كلمة «ذوا» فيقال ذوا بعلبك وجاد المولى ، ويثنى الجزء الأول من المركب الإضافي فقط فيقال عبدا الله.
الرابع : التنكير ؛ بأن يراد به أيّ واحد مسمّى به ، ثمّ يعوض عن العلميّة التعريف بأل ، أو النداء ولهذا لا تثنى كنايات الأعلام (كفلان) لأنها لا تقبل التنكير.