اهتماما لا يحرمنا لذة الحاضر ؛ لأنه ليس من الحكمة أن نشقى اليوم مخافة أن
نشقى غدا. كلّ شيء يرخص إذا كثر خلا الأدب فإنّه إذا كثر غلا. من اقتصد في الغنى
والفقر فقد استعدّ لنوائب الدهر. لا تكونّنّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان إنك
كنت بنا بصيرا [الكامل] :
شرّقت منتزحا
وقومي غرّبوا
|
|
شتّان بين
مشرّق ومغرّب
|
المبحث الرابع : في ياء المتكلّم مع نون الوقاية
إذا سبق ياء
المتكلم (فعل أو اسم فعل) ـ أو (من أو عن) وجب الإتيان بنون تسمّى نون الوقاية «لتقي
وتحفظ الفعل الصّحيح الآخر ممّا لا يدخله وهو (الكسر) الشّبيه بالجرّ.
ولتقي أيضا ما
بني على الأصل وهو (السكون) نحو : والدي أدّبني ، وعلّمني. وزدني يا ربّ علما. ولا
تنقل هذا الخبر عنّي. ولا ينال اليأس منّي.
وإذا سبق ياء
المتكلم إنّ أو إحدى أخواتها ، أو لدن ، أو قد أو قطّ ، جاز ذكر نون الوقاية ،
وجاز حذفها ، نحو : إنّي. وإنّني. ولدّني ولدنّي. وقدي وقدني. وقطي وقطني ـ غير
أنّ الأكثر الحذف في لعلّ ، والإثبات في ليت ، ولدن ، وقط ، وقد ، نحو : ليتني
أنال رضا الناس ـ ولك من لدنّي صادق الودّ.
تمرين على ياء المتكلم مع نون الوقاية
ليتني أزورك
فتحسن إليّ. هم يكافئونني إذا أحسنت الخدمة لهم ـ ذهب إخواني للرياضة ما خلاني ـ اجتهدت
لعلي أظفر بضالّتي ـ دعاني إلى الحديث ما رأيتموني عليه من الصراحة. إنّ الذين لم
ينصروني على عدوّي لا يحبونني ـ ما عساني أقول وقد سمعتم منّي كثيرا ولم تأخذوا
عنّي إلا قليلا ـ قدني ما قلته إلى الآن. لقد ورد إليكم من لدني رسائل كثيرة على
أنّني لم أفز بجواب عليها ، كأنني غريب عنكم ولكنّي أعذركم فإذا تكرمتم بشيء فإني
أقول قطني وحسبي.