سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ـ يقول سمعت أبا حسّان عيسى بن عبد الله العثماني ـ بهراة ـ يقول ذهب بي أبي إلى البصرة إلى بني سهم إلى امرأة يقال لها آمنة ابنة أنس ابن مالك. فسمعت أبي يقول لها يا آمنة! مالك ممن؟ قالت : من بني ضمضم ، ثم قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لأشفعن يوم القيامة لمن كان في قلبه جناح بعوضة إيمان» وقالت رأيت أنس بن مالك في يده عكازة على رأسها رمانة فضة. قال ابن بكير : وقد سمع معنا منه جعفر الخلدي هذا الحديث.
وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدثني أبي قال : المطيع لله الفضل بن المقتدر بالله ، وأمه أم ولد يقال لها مشغلة ، أدركت خلافته ، واستخلف يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، وسنة يومئذ ثلاث وثلاثون سنة ، وخمسة أشهر ، وأيام. لأن مولده لست بقين من المحرم سنة إحدى وثلاثمائة ، وخلع المطيع نفسه غير مستكره ـ فيما صح عندي ـ يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، فكانت خلافته تسعا وعشرين سنة ، وأربعة أشهر ، وأياما. وولى ابنه الأكبر المكنى أبا بكر واسمه عبد الكريم الطائع لله ، وكان سنة يوم ولى فيما بلغني ثمانيا وأربعين سنة وخرج الطائع لله إلى واسط وحمل معه أباه ، فمات في المعسكر في المحرم من سنة أربع وستين ، ورده إلى بغداد ودفن في الرصافة في تربته.
حدثني محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ قال : سمعت أبا الفضل بن التّميميّ يقول : سمعت المطيع لله أمير المؤمنين يقول : سمعت شيخي ابن منيع يقول : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : إذا مات أصدقاء الرجل ذل. سمعت أبا عليّ بن شاذان يقول : خلع المطيع لله نفسه من الخلافة ، وكانت مدة خلافته تسعا وعشرين سنة ، وأربعة أشهر ، وأحد وعشرين يوما ، ومات بدير العاقول.
قال لي هلال بن المحسن : مات المطيع لله ـ الفضل بن المقتدر بالله ـ في ليلة الاثنين لثمان بقين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة ، وكانت وفاته بدير العاقول ، وحمل إلى بغداد فدفن في تربة شغب أم المقتدر بالله بالرصافة ، وكانت وفاته عن ثلاث وستين سنة ، ومولده لست بقين من المحرم سنة إحدى وثلاثمائة.