وإيصاله وهم على حمّاد بن سلمة ، لأن حمّادا إنما يرويه عن ثابت عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال : كنا نتحدّث أنه ما تحاب رجلان في الله ، وذلك يحفظ عنه.
فلعل الصّفّار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عن أنس ، والله أعلم.
أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا عليّ بن عمر السّكّري قال : وجدت في كتاب أخي : مات أبو القاسم البجليّ الصّفّار ـ الذي كان ينزل المدينة في سكة النعيمية ـ في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
سمع أباه ، وأبا بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوري وغيرهما. وولى القضاء ببلاد عدة ، وحدّث شيئا يسيرا.
أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضّبّي ، أخبرنا عليّ بن عمر الدّارقطنيّ الحافظ قال : عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ أبو بكر القاضي بن القاضي ، سمع أكثر حديث أبيه وكتب عن أبي بكر النّيسابوري وغيره ، حدّث وكتب عنه.
وقال الدّارقطنيّ : ولاه أمير المؤمنين المتقي القضاء على آمد وأرزن ، وميافارقين ، وما يلي ذلك في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، ثم ولاه المتقي أيضا في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة القضاء على طريق الموصل ، وقطربل ، ومسكن ، ونهر بوق ، والذيب (١) ، وغير ذلك. وولاه المطيع في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة القضاء على الموصل ، والحديثة وما يتصل بذلك ، ثم ولاه المطيع أيضا القضاء على حلب ، وأنطاكية ، وأعمالهما. ثم ولاه الطائع بالله ـ في أيام عضد الدولة ـ القضاء على ديار بكر ، آمد وأرزن ، وميافارقين ، وأرمينية ، وأعمال ذلك. وكان عفيفا نزها فقيها ، يسلم الناس من يده ولسانه ، توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
سمع عبد الله بن محمّد البغويّ ، وأحمد بن محمّد بن عبيد الله التّمّار الذي روى
__________________
٥٠٦٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٨٣.
(١) هكذا في الأصل ، وحذفها ابن الجوزي في المنتظم.
(١) ٥٠٦٥ ـ الشيلماني : هذه النسبة إلى شيلمان ، وهي بلدة من بلاد جيلان (الأنساب ٧ / ٤٧٥).