ومع هذا أنّ النبوة الساجدة كانت
معراجاً روحياً لهذا الطفل الذي إستودع في النبي أسراره العظمى وإنسانيته العليا.
فسلام عليه يوم ولد» .
الثانية ـ شخصية الحسين
(عليه السلام) :
«ونحن إذا قدمنا حسيناً بين العظماء ،
فإنا لا نقدم فيها عظيماً فحسب ، وإنما نقدم فيه عظيماً دونه كل عظيم ، وشخصية
أسمى من كل شخصية ، ورجلاً فوق الرجال مجتمعين.
فرجل كيفما سموت به من أي جهاته إنتهى
بك إلى عظيم ، فهو ملتقى عظمات ومجمع أفذاذ ؛ فإنّ من ينبثق من عظمة النبوة (محمد)
، وعظمة الرجولة (علي) ، وعظمة الفضيلة (فاطمة) ، يكون امثولة عظمة الإنسان ، وآية
الآيات البينات ، فلم تكون ذكراه ذكرى رجل بل ذكرى الإنسانية الخالدة ، ولم تكن
أخباره أخبار بطل بل خير البطولة الفذّة.
ومن ثم كان جديراً بنا أن نستوحيه على
الدوام ، كمصدر إلهامي إنبثق وهاجاً قوياً ، وإمتد بأنواره أجيالاً وأجيالاً. ولا
يزال يسطع كذلك حتى ينتظم اللانهايات وينفذ إلى ماوراء الأرض والسموات ، وهل لنور
الله حد يقف عنده أو مَعْلم ينتهي إليه (ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره).
على أنّ السبط الشهيد عليه السلام من
وجه آخر ، تمت به روعة القداسة التي إبتدأت بجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
فإنّ القداسة جلالها ، ولكن روعة القداسة لن تكون إلا بالدم على جوانبها.
نحيى الطهارة في بيتها
|
|
إطار الطهارة قُدسٌ ودم
|
__________________