أقرب ، كما أنّ
الأنبياء يتفاضلون ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا
بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) [الإسراء / ٥٥].
وأيّد القرطبي بقوله : «فهذا التأويل
يجمع شتات الأحاديث ، وهو أولى من تفسير بعضها دون بعض وطرحه» .
٢ ـ قال الشيخ المجلسي (قده) : «لعل
المراد أنّ للنبوة أجزاء كثيرة ، سبعون منها من قبل الرأي ؛ أي الإستنباط اليقيني
، لا الإجتهاد والتظني ، والرؤيا الصادقة ، فهذا المعنى الحاصل لأهل آخر الزمان ،
على تلك السبعين ، ومشابه لها وإن كان في النبوة أقوى» .
٣ ـ يمكن الجمع بين هذين القولين بما
يلي :
أ ـ إنّ ذكر عدد الأجزاء بـ(سبعين ، أو
ستين ، أو خمسين ، أو أربعين) ـ كما ورد في الروايات ، لعله من باب التمثيل ، كما
قيل في قوله تعالى : (إِن تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً)
[التوبة / ٨٠]. وقوله تعالى : (ذَرْعُهَا سَبْعُونَ
ذِرَاعًا)
[الحاقة / ٣٢].
وأيضاً ورد عدد (أربعين) في بعض الآيات
كما في قوله تعالى : (وَإِذْ وَاعَدْنَا
مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)
[البقرة / ٥١]. وقوله تعالى : (فَإِنَّهَا
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) [المائدة / ٢٦]. وقوله تعالى : (حَتَّىٰ
إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) [الأحقاف / ١٥]. ففي كل هذه الآيات
لعلها كناية عن الكثرة وطول المدة وما شابه ذلك.
__________________