وتفسير هذه المسألة بسيط جداً ، وهو أنّ الشيعة ـ حسب المذهب الجعفري ـ يعتقدون أنّ السجود على الأرض ، أو ما خرج منها واجب ، وهم لم ينفردوا بهذا الرأي ، بل أنّ الراجح من مذهب السادة المالكية أنّ السجود على الأرض أفضل ، ولذلك فهم يعملون هذه الأحجار ، ويسجدون عليها حيثما ذهبوا. أما القول بأنّ هذه الأحجار من تربة كربلاء ، وأنهم يتبركون بها ؛ فلا بأس من ذلك .. فقد تواتر عند الأئمة من أهل البيت ، أنهم كانوا يسجدون على تربة سيدنا الحسين .. وقد روى شيخ الطائفة الطوسي : (أنّه كان للإمام الصادق بن محمد الباقر ، خريطة ديباج صفراء ، فكان إذا حضرت الصلاة صَبّها على سجادته وسجد عليها ، وقال : إنّ السجود على تربة أبي عبد الله ، يخرق الحجب السبع) (٢٤١) إنّ فضل التربة التي ضمت سيدنا الحسين ، فضل عظيم ولها خبر عجيب ، لقد كان أول من عظم هذه التربة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فقد روى الحاكم ، والبيهقي ، وأبي نعيم عن عدد من الصحابة ، أنّ أم سلمة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فوجدت بيده تربة حمراء ، والحسين في حجره ، وعينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهرقان الدموع. فقالت أم سلمة : ما هذه التربة يا رسول الله؟
فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : أتاني جبريل فأخبرني أنّ أمتي ستقتل ابني هذا ، وأتاني بتربة من تربته حمراء) (٢٤٢).
وورد في بعض الروايات : أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سلم تلك التربة إلى أم سلمة ، وقال لها : (إذا رأيتها فاضت دماً فاعلمي أنّ الحسين قتل. فكانت تتعهدها ،
__________________
(٢٤١) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : مصباح المتهجد / ٥١٠.
(٢٤٢) ـ خير ، محمد احمد حامد : براءة الشيعة / ٤٥ ـ ٤٦.