مرجع القسم الأول إلى أسماء تدل على صفات الأفعال كالخالق والرازق التي هي أبعد من الأسماء الدالة على صفات الذات كالرحمن والرحيم التي هي دون اسم الذات وهو الله جلّ اسمه ، بل هو الاسم الجامع ، وجعل الحلف بالله هو قوله : والله وبالله وتالله بالجر وأيمن الله ، وما اقتضب منها.
وفيه أن هذه السمات المذكورة في القسم الأول لا تتعلق بالأسماء المختصة ، ولا المشتركة ، لأنها ليست موضوعة للعلمية ، وإنما هي دالة على ذاته بواسطة الأوصاف الخاصة به (١) ، بخلاف غيرها من الأسماء فإنها موضوعة للاسمية ابتداء (٢) ، فكان ما ذكروه أولى مما تعقب به. نعم لو قيل : بأن الجميع (٣) حلف بالله (٤) من غير اعتبار اسم جمعا بين ما ذكرناه وحققه من أن الله جلّ اسمه هو الاسم الجامع ، ومن ثم رجعت الأسماء إليه ولم يرجع إلى شيء منها ، فكان كالذات كان حسنا ، ويراد بأسمائه (٥) ما ينصرف إطلاقها إليه من الألفاظ الموضوعة للاسمية وإن أمكن فيها المشاركة حقيقة أو مجازا كالقديم والأزلي والرحمن والرب والخالق والباري والرازق.
(ولا ينعقد بالموجود والقادر والعالم) والحي والسميع والبصير وغيرها من الأسماء المشتركة بينه وبين غيره من غير أن تغلب عليه (٦) وإن نوى بها الحلف ،
______________________________________________________
ـ به والمشترك الغالب وغيره والدالة على صفة فعل أو صفة ذات فناسب أن تجعل المذكورات أول الأقسام لأنها ليست من أسمائه المختصة ولا المشتركة ولا يناسب تأخيرها لأنها اخص بالله من كثير من الأقسام ، ثم إن اسم الله وإن كان أدل على الذات منها إلا أنه من جملة أسمائه فناسب ذكره مع باقي الأسماء فلم يكن ما ذكراه المحقق والعلامة من التقسيم والترتيب تصور من هذا الوجه.
(١) فتكون مختصة به من غير احتمال مشاركة غيره تعالى.
(٢) فيتأتى بها كونها مختصة أو مشتركة.
(٣) وهو القسم الأول مع اسم الجلالة.
(٤) أي حلف بذاته ، أما القسم الأول فواضح وأما اسم الجلالة فلأنه الاسم الجامع ولذا رجعت جميع الأسماء إليه فهو دال على الذات.
(٥) من القسم الثاني والثالث.
(٦) هذا هو القسم الرابع وقد تقدم الكلام فيه.