(وتالله وبالله (١) وأيمن الله (٢) بفتح الهمزة وكسرها مع ضم النون وفتحها ، وكذا
______________________________________________________
(١) الحروف التي يقسم بها بشهادة أهل اللغة هي : الباء والواو والتاء ، والأصل في القسم الباء لأنها تدخل على الظاهر والمضمر ، ويليها الواو التي تدخل على الأسماء الظاهرة جميعها ، ثم التاء التي تختص بالدخول على لفظ الجلالة قال تعالى : (تَاللّٰهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) (١) وقال تعالى : (تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ) (٢).
وقوله : بالله صلة الحلف والقسم ، وكأن الحالف يقول : حلفت أو أقسمت بالله ، ثم لما كثر الاستعمال وفهم المقصود حذف الفعل بل وينعقد اليمين لو نطق باسم الجلالة مخفوضا مع نية القسم من دون النطق بأحد حروف القسم فلو قال : الله لافعلنّ ، لوروده لغة ، ولكون الجر مشعرا بالصلة الخافضة مع بناء اللغة على الحذف والتقدير ، وقد تردد المحقق في الشرائع لاستمرار العادة على الحلف بغير هذه الكيفية مع عدم معرفة ذلك إلا لخواص الناس ، وهو ضعيف ، لاندراجه في إطلاق الأدلة بعد كونه صحيحا في اللغة ، نعم لو رفع أو نصب أشكل إجراء حكم اليمين لأنه ملحون.
(٢) وهو اسم لا حرف خلافا للزجاج والرماني ، واختلفوا في أنه مشتق من اليمن بمعنى البركة أو أنه جمع يمين ، فالبصريون على الأول والكوفيون على الثاني ، وهمزته همزة وصل على الأول وقطع على الثاني.
وعلى كلا التقديرين تردد المحقق في الشرائع في انعقاد اليمين به من حيث هو جمع يمين فالقسم به لا بالله هذا على مبنى الكوفيين ، وأن القسم به قسم بوصف من أوصاف الله وهو يمنه وبركته لا باسمه على مبنى البصريين.
ولكن عن جماعة انعقاد اليمين به لأنه موضوع للقسم عرفا ولخبر حماد عن أبي عبد الله عليهالسلام ما يقرب من صحيح الحلبي المتقدم إلا أنه قال في آخره (وأما لعمر الله وأيم الله فإنما هو بالله) (٣) وأيم مخفف أيمن ، بل المقتضب والمخفف من أيمن هو : أيم الله ، ومن الله ، وم الله ، وله حكم أيمن ، قال في الجواهر بعد ذكر أيمن (وكذا الكلام في «أيم الله ومن الله وم الله» مما هو مقتضب من «أيمن» ، تخفيفا بحذف بعض حروفه وإبداله لكثرة الاستعمال ، بل عن ابن آوى في استدراك الصحاح في هذه الكلمات إحدى وعشرون لغة : أربع في «أيمن» ، بفتح الهمزة وكسرها مع ضم النون وفتحها ، ـ
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية ٨٥.
(٢) سورة العنكبوت ، الآية : ٥٧.
(٣) الوسائل الباب ـ ٣٠ ـ من كتاب الأيمان ملحق حديث ٤.