ومنه عقد الرجل عن حليلته ، وإلقاء البغضاء بينهما واستخدام الجن والملائكة (١) ، واستنزال الشياطين في كشف الغائبات (٢) ، وعلاج المصاب ، وتلبسهم ببدن صبي ، أو امرأة في كشف أمر على لسانه ونحو ذلك ، فتعلّم ذلك كله وتعليمه حرام ، والتكسب به سحت ، ويقتل مستحله.
والحق أن له أثرا حقيقيا وهو أمر وجداني ، لا مجرد التخييل كما زعم كثير.
ولا بأس بتعلمه ليتوقى به ، أو يدفع (٣) سحر المتنبّئ به ، وربما وجب على الكفاية لذلك كما اختاره المصنف في الدروس.
______________________________________________________
ـ بينهما بل الأعم منه ومن منعه من مجامعة النساء ، ففي خبر الاحتجاج المتقدم قال عليهالسلام (إن الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء فجاء الطبيب فعالجه بغير ذلك العلاج فأبرئ) (١) ، وفي طب الأئمة عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث (والسحر حق ، وما سلّط السحر إلا على العين والفرج) (٢) ، وإذا عرفت أن السحر هو صرف الشيء عن حقيقته ظاهرا لا واقعا وإلقاء البغضاء في القلوب وجعل الرجل غير قادر على مجامعة النساء ، وعرفت أن طرقه متعددة فقد يكون ذلك بتأثير تصفية النفوس ، وقد يكون ذلك بالرقى والعزائم والأقسام والكتب وعقد مع نفث ودخنة ، وقد يكون ذلك بأعمال جسدية بدعوى أنها تضرع إلى روحانيات الأفلاك والكواكب ، وقد يكون ذلك بذكر أسماء مجهولة المعاني ، ولعل اختلاف الطرق في تحقق السحر هو الذي أوجب اختلاف تعاريفه عند الفقهاء.
وعلى كل فقد عرفت معناه وطرقه ، وهو محرم سواء أثر في بدن المسحور أو عقله أو لا كما هو إطلاق أدلة تحريمه المتقدمة ، فما عن الشهيدين من اختصاص الحرمة بالمؤثر منه خاصة ليس في محله.
(١) قد عرفت الأشكال في إطلاقه.
(٢) ليس من السحر في شيء بل هو من الكهانة كما سيأتي ، وأما علاج المصاب بالاستنزال وتلبسهم ببدن الصبي أو المرأة فليس من السحر بشيء نعم قد يكون من الطرق المؤدية للسحر بمعنى أن تكون هذه المذكورات سببا في صرف الشيء عن حقيقته ظاهرا لا باطنا.
(٣) مقتضى الأدلة عدم جواز تعلمه إلا لدفع محذور أشد.
__________________
(١) الاحتجاج ج ٢ ص ٨٢.
(٢) الوسائل الباب ـ ٢٢ ـ من أبواب ما يكتسب به حديث ٩.