وهو (١) كلام ، أو كتابة يحدث بسببه ضرر على من عمل له في بدنه ، أو عقله ،
______________________________________________________
ـ قال : لأن الشرك أعظم من السحر ، لأن الشرك والسحر مقرونان) (١) ، وخبر أبي البختري عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام (أن عليا عليهالسلام قال : من تعلم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا فقد كفر ، وكان آخر عهده بربه ، وحدّه أن يقتل إلا أن يتوب) (٢).
(١) الكلام في حقيقة السحر وموضوعه ، وقد وقع الخلاف في حقيقته ، ففي اللغة أنه كل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر كما في لسان العرب والقاموس ، أو أنه صرف الشيء عن وجهه كما عن الأزهري ، أو أنه الخدع كما نقله ابن فارس عن بعضهم ، أو أنه إخراج الباطل في صورة الحق كما عن ابن فارس في مجمله.
وفي الفقه فقد ذهب العلامة في القواعد والتحرير والتذكرة أن السحر هو كلام يتكلم به أو يكتبه أو رقيّة أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة ، وتبعه عليه إيضاح النافع والتنقيح والكفاية ومجمع البحرين ، وزاد في المنتهى على هذا التعريف (أو عقدا) وزاد في المسالك (أو أقسام أو عزائم) ، وزاد في الدروس (والدخنة والتصوير والنفث وتصفية النفس).
وعن فخر المحققين (أن السحر استحداث الخوارق بمجرد التأثيرات النفسانية) وعن الفاضل المقداد في التنقيح أنه (عمل يستفاد من ملكة نفسانية ، يقتدر بها على أفعال غريبة بأسباب خفية).
وعن العلامة المجلسي (أنه مختص بكل أمر يخفى سببه). ثم إن الشهيدين اعتبرا أن استخدام الملائكة والجن والشياطين من أقسام السحر وهو على إطلاقه مشكل نعم يصح باعتبار ما يترتب عليه من صرف الشيء عن حقيقته ظاهرا بحسب النظر والعين.
ونقل عن السيد الجزائري في شرح التهذيب : (ولما جهلت أسباب السحر وتزاحمت بها الظنون اختلفت الطرق إليه ، فطريق أهل الهند تصفية النفس وتجريدها عن الشواغل البدنية بقدر الطاقة البشرية ، لأنهم يرون أن تلك الآثار إنما تصدر عن النفس البشرية ، ومتأخرو الفلاسفة يرون رأي الهند ، وطائفة من الأتراك تعمل بعملهم أيضا.
وطريق النبط عمل أشياء مناسبة للغرض المطلوب مضافة إلى رقية ودخنة بعزيمة في وقت مختار ، وتلك الأشياء تارة تكون تماثيل ونقوشا وتارة عقدا بعقد والنفث عليها ، وتارة كتبا تكتب وتدفن في الأرض وتطرح في الماء أو تعلق في الهواء أو تحرق بالنار ، وتلك الرقية تضرع إلى الكوكب الفاعل للغرض المطلوب ، وتلك الدخنة عقاقير منسوبة إلى ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٢٥ ـ من أبواب ما يكتسب به حديث ٢ و ٧.