.................................................................................................
______________________________________________________
ـ قلت : جعلت فداك أيّ شيء ؛ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ ، قال : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو ، ولكني أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكة ـ ، ولا أتولاه بنفسي ، ولكن ابعث معه غلماني.
فقال لي : يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : أتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟ قلت : نعم ، قال : من أحبّ بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم كان ورده النار.
قال صفوان : فذهبت فبعت جمالي عن آخرها ، فبلغ ذلك إلى هارون ، فدعاني فقال لي : يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك ، قلت : نعم ، قال : ولم؟ قلت : أنا شيخ كبير وإن الغلمان لا يفون بالأعمال ، فقال : هيهات هيهات ، إني لأعلم من أشار عليك بهذا ، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر ، قلت : ما لي ولموسى بن جعفر ، فقال : دع هذا عنك فو الله لو لا حسن صحبتك لقتلتك) (١) ، ومرفوع سهل بن زياد عن أبي عبد الله عليهالسلام (في قول الله عزوجل : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ، قال عليهالسلام : هو الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه) (٢) ، وخبر عياض عن أبي عبد الله عليهالسلام (ومن أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله) (٣).
وتدل أيضا على حرمة معاونتهم بالمباح إذا كان مسجلا في دفترهم وديوانهم ولعلّه لصدق أنه من أتباعهم وأعوانهم كما في خبر الكاهلي عن أبي عبد الله عليهالسلام (من سوّد اسمه في ديوان الجبارين من ولد فلان حشره الله يوم القيامة حيرانا) (٤) وفي رواية التهذيب (من سوّد اسمه في ديوان ولد سابع حشره الله يوم القيامة خنزيرا) (٥) وسابع مقلوب عباس وهو تعبير شايع في الأخبار للتقية.
وتدل أيضا على حرمة إعانتهم بالمباح إذا كان في ذلك تشييد سلطانهم كخبر علي بن أبي حمزة (كان لي صديق من كتّاب بني أمية فقال لي : استأذن لي على أبي عبد الله عليهالسلام فاستأذنت له عليه فأذن له ، فلما أن دخل سلّم وجلس ، ثم قال : جعلت فداك إنّي كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا وأغمضت في مطالبه ، فقال أبو ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب ما يكتسب به حديث ١٧.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ٤٤ ـ من أبواب ما يكتسب به حديث ١ و ٥.
(٤) الوسائل الباب ـ ٤٤ ـ من أبواب ما يكتسب به حديث ٦.
(٥) الوسائل الباب ـ ٤٢ ـ من أبواب ما يكتسب به حديث ٩.