الأول ـ (الاحتضار) (١) وهو السّوق ، أعاننا الله عليه ، وثبّتنا بالقول الثابت لديه. سمّي به لحضور الموت أو الملائكة الموكّلة به ، أو إخوانه وأهله عنده.
(ويحب) كفاية(توجيهه) (٢) أي المحتضر المدلول عليه بالمصدر(إلى القبلة) في المشهور بأن يجعل على ظهره ، ويجعل باطن قدميه إليها(بحيث لو جلس استقبل) ولا فرق في ذلك بين الصغير والكبير (٣) ، ولا يختص الوجوب
______________________________________________________
(١) وهو افتعال من الحضور ، والمراد به سوق الروح وإخراجها من البدن ، وسمي السوق بالاحتضار إما لحضور الملائكة عنده أو لحضور أمير المؤمنين عليهالسلام عنده فقد ورد في الخبر : (ما يموت شخص في شرق الأرض أو غربها إلا ويحضره أمير المؤمنين عليهالسلام فالمؤمن يراه حيث يحب والكافر حيث يكره) (١) أو لحضور المؤمنين عنده ليشيعوه ، أو لاستحضار عقله ما قبل الموت من أجل الوصية كما ورد في الحديث أو لحضور الموت عند المريض كما ذكره الشارح وجماعة.
(٢) بوضعه على وجه لو جلس كان وجهه إلى القبلة على المشهور ويدل عليه موثق معاوية بن عمار : (سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الميت؟ فقال : استقبل بباطن قدميه القبلة) (٢) ومرسل الصدوق عن أمير المؤمنين عليهالسلام : (دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على رجل من ولد عبد المطلب وهو في السوق ، وقد وجّه لغير القبلة ، فقال : وجّهوه إلى القبلة ، فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة ، وأقبل الله (عزوجل) عليه بوجهه فلم يزل كذلك حتى يقبض) (٣) وخبر سليمان بن خالد : (سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إذا مات لأحدكم ميت فسجوه تجاه القبلة ، وكذلك إذا غسّل يحفر له موضع المغتسل تجاه القبلة فيكون مستقبلا بباطن قدميه ووجهه إلى القبلة) (٤).
وذهب جماعة منهم السيد المرتضى والشيخ في الخلاف والنهاية والمحقق في المعتبر وجماعة من المتأخرين إلى الاستحباب استضعافا لهذه الأخبار ، فقال في المعتبر : «إن الأخبار المنقولة من أهل البيت عليهمالسلام ضعيفة السند لا تبلغ حد الوجوب» ، بل المرسل مشعر بالاستحباب للتعليل ، وفيه : إن التعليل لا يفيد دائما حمل الأمر على الاستحباب وضعف السند منجبر بكثرتها وعمل المشهور بها مع أن ظاهر الأمر الوجوب.
(٣) لإطلاق الأخبار المتقدمة كما لا فرق بين الرجل والمرأة ، نعم يشترط إسلامه لأن توجيهه إكرام له وتهيئة له للرحمة والكافر غير صالح لذلك.
__________________
(١) البحار ج ٦ ص ١٩١.
(٢ و ٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ٣٥ ـ من أبواب الاحتضار حديث ٤ و ٦ و ٢.