الذي يرجعون إليه وينزلون به من فاء يفيء إذا رجع(والجحرة) (١) بكسر الجيم ففتح الحاء والراء المهملتين جمع «جحر» بالضم فالسكون ، وهي بيوت الحشار. (والسّواك حالته) (٢) ، روى أنه يورث البخر. (والكلام إلا بذكر الله تعالى) (٣) (والأكل والشرب) (٤) لما فيه من المهانة ، وللخبر.
______________________________________________________
(١) جمع جحر أي ثقب الحيوان في الأرض لما روته العامة : (نهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبال في الجحر) (١).
(٢) لخبر الحسن بن أشيم : (السواك في الخلاء يورّث البخر) (٢).
(٣) يكره الكلام حال التخلي للأخبار منها : حسنة صفوان عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام : (نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجيب الرجل آخر وهو على الغائط أو يكلمه حتى يفرغ) (٣) وخبر أبي بصير : (لا تتكلم على الخلاء فإن من تكلم على الخلاء لم تقض له حاجة) (٤).
ويستثنى منه ذكر الله لخبر الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام : (لا بأس بذكر الله وأنت تبول ، فإن ذكر الله حسن على كل حال) (٥) وصحيح أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام : (مكتوب في التوراة التي لم تغيّر أن موسى سأل ربه فقال : إلهي إنه يأتي عليّ مجالس أعزّك وأجلّك أن أذكرك فيها ، فقال : يا موسى إن ذكري حسن على كل حال) (٦) ، وهناك موارد أخرى سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
(٤) وعلّل المحقق في المعتبر ذلك بالمهانة فقال : «إنما كره الأكل والشرب لما يتضمن من الاستقذار الدال على مهانة النفس» ويشعر به مرفوعة الصدوق : (دخل أبو جعفر الباقر عليهالسلام الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر فأخذها وغسلها ودفعها إلى مملوك معه ، فقال : تكون معك لآكلها إذا خرجت ، فلما خرج قال عليهالسلام للمملوك : أين اللقمة؟ فقال : أكلتها يا بن رسول الله ، فقال عليهالسلام : إنها ما استقرت في جوف أحد إلا وجبت له الجنة فاذهب فأنت حر ، فإني أكره أن استخدم رجلا من أهل الجنة) (٧) ومثلها رواية عيون الأخبار عن الإمام السجاد عليهالسلام (٨) ، ووجه الاستدلال أن تعليق الأكل على الخروج يشعر بمرجوحية الأكل في تلك الحال.
__________________
(١) كنز العمال ج ٥ حديث ١٨٥٢.
(٢) الوسائل الباب ـ ٢١ ـ من أبواب أحكام الخلوة حديث ١.
(٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ٦ ـ من أبواب أحكام الخلوة حديث ١ و ٢.
(٥ و ٦) الوسائل الباب ـ ٧ ـ من أبواب أحكام الخلوة حديث ٢ و ١.
(٧ و ٨) الوسائل الباب ـ ٣٩ ـ من أبواب أحكام الخلوة حديث ١ و ٢.