عزيزة وصف حار فيه أولو النهى |
|
من العارفين أهل الندا والبصائر |
[٧٦] [التسمية بالكعبة] :
وإنما سمي كعبة لتكعبه أي : تربعه ـ يقال : برد مكعّب إذا طوي مربعا ، أو لعلّوه ونتوئه ـ ومنه سمي الكعب كعبا لنتوئه ، وخروجه من جانب القدم ، يقال : تكعبت الجارية إذا خرج نهداها (١) ـ أو لانفراده عن البيوت وارتفاعه ، وكان الناس بيوتهم مدورة تعظيما للكعبة ، وأول من بنى مربعا حميد بن زهير ، فقالت قريش : ربع حميدا بيتا إما حياة أو موتا ، وكان عمر رضياللهعنه وغيره كانوا يأمرون بهدم ما ارتفع من البيوت عن الكعبة ؛ لأن الارتفاع من حيث هو مذموم ، ومن علامات الساعة ، وقد ورد : «من بنى فوق عشرة أذرع ناداه مناد من السماء يا عدو الله إلى أين تريد؟ (٢)» ، وهذه المحنة قد عمت فنسأل الله العفو.
[٧٧] [والتسمية بالبيت] :
وأما تسميته بالبيت الحرام ؛ فلأن الله حرّمه وعظّمه ، وحرم صيده وشجره ، أن يختلى خلاه ، وأن يعضد شجره ؛ وأن يتعرض له بسوء.
[٧٨] [التسمية بالعتيق] :
واختلف في تسميته بالعتيق : فقيل : لأن الله أعتقه من الجبابرة ، فلم يظهر عليه جبار ، وقيل لقدمه ؛ لأنه أول بيت وضع ، والعتيق : القديم ، وقيل : لأنه
__________________
(١) القرى لقاصد أم القرى ، ص ٣٤٠.
(٢) أورده المناوي في الفيض وقال : «أغفل المصنف من خرجه ، وعزاه في الدرر إلى الطبراني عن أنس ، وفيه الربيع ابن سليمان» ٦ / ٩٧.