[٢٧٠] [جبال مكة] :
وأما الجبال المأثورة :
[٢٧١] [جبل أبي قبيس] :
فمنها : جبل أبي قبيس أحد أخشبي مكة (١) ، سمي برجل من مذحج حدّاد ؛ لأنه أول من بنى فيه ، كذا في القاموس (٢). وقال ابن ظهيرة في تسميته بأبي قبيس : أرجحها أنه سمي باسم رجل من إياد ، يقال له : أبو قبيس ، بنى فيه (٣) ، وكان يسمى الأمين في الجاهلية ؛ لأن الحجر استودع فيه عام الطوفان ، فلما بنى الخليل الكعبة ناداه الجبل : الركن مني بمكان كذا وكذا ، فجاء به جبريل فوضعه ، وهو أصل الجبال وأولها ، كما روي عن ابن عباس وغيره. وذكر الفاكهي : أن الدعاء يستجاب فيه.
وعن وهب بن منبه : أن قبر آدم في غار فيه يقال غار الكنز ، وأن نوحا لما جاء الطوفان استخرجه من الغار وجعله في تابوت وحمله في السفينة ، فلما غاض الماء أعاده ، وهو لا يعرف الآن ، وقيل بمسجد الخيف وتقدم ، وقيل ببيت المقدس ، وقيل بالهند ، وصححه الحافظ ابن كثير. وعن
__________________
(١) وهذا الأخشب الشرقي ، والغربي : قعيقعان (ومكة بينهما) وأمام اليوم فلا يعرف الجبل بالاسم المذكور ، وإنما تطلق عليه عدة أسماء : جبل السليمانية ، والعبادي ، والمدافع ، قرن ، لعلع ، الترك ، المطابخ ، السودان ، وجبل الأحمر وهذه أسماء بعضها قديمة وبعضها حديثة. وكل يشرف على حيّ أو أحياء. انظر البحر العميق ١ / ١٢١ ؛ أودية مكة للبلادي ص ٩٠.
(٢) جبل أبي قبيس ـ بضم القاف ـ وهو الجبل المشرف على الصفا والمسجد الحرام وهو معروف ، وإن كان البناء قد ستر الجهة المقابلة للحرم ، وتفصل الساحة بينه وبين الحرم. القاموس المحيط (قبس).
(٣) الجامع اللطيف ص ٢٩٨.