والأخشبان : أبو قبيس ، والجبل المقابل له.
والحاصل : أن فضل مكة عظيم ، وقد أطال الحسن البصري رحمهالله تعالى من فضائلها في رسالته.
وقد يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عند ما خلق ، قال الحافظ ابن حجر : وعلى هذا فقد روى الزبير بن بكّار : (أن جبريل عليهالسلام أخذ التراب الذي خلق منه النبي صلىاللهعليهوسلم من تراب الكعبة فرجع الفضل المذكور إلى مكة (١)). والله تعالى أعلم.
تنبيه لطيف : قال بعض العلماء : يؤخذ من (قولهم المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه) أفضلية سيدنا أبي بكر وعمر رضياللهعنهما ؛ لاقتضائه أنهما خلقا من البقعة التي خلق منها النبي صلىاللهعليهوسلم.
فائدة : قال ابن حزم : التفضيل المذكور لمكة ثابت لعرفة أيضا ، وإذا كانت من الحل (٢).
[٢٣٤] [إطلاق المسجد الحرام] :
وأنها المسجد الحرام وهو يطلق على أربعة معان عند العلماء :
الأول : الكعبة ومنها قوله تعالى : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٤٤].
الثاني : الكعبة وما حولها من المسجد ، قال النووي : وهو الغالب ، ومنه (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [الإسراء : ١] الآية ، وهو قول
__________________
(١) أورده ابن حجر في الفتح ٣ / ٦٨.
(٢) الجامع اللطيف ص ١٤٣ ـ ١٤٤.