قال المرجاني في بهجة النفوس يقال : إن الدعاء عند قبره مستجاب ، والظاهر أن هذا الجبل قرب تربة بني الشيخ بن عراق ، وقرب السادة : أولاد السيد عمر المصري ، ومنها حوطة السادة آل علوي ، ومنها قبور الأشراف سلاطين مكة القتاديين.
ومنها : عند قبر الشيخ النسفي عن يمين ، وهو معروف مشهور في طرف المعلا ، يقال إنه : يقرأ له ما تيسر ثم يستقبل القبلة ، فيكون ابن عباس عن اليسار والنسفي عن اليمين ، ثم يدعو ، فهذا ما ذكر في المعلاة من أماكن الإجابة ، فينبغي الحرص على الدعاء فيها رجاء القبول (١).
واعلم أن أهل مكة كانوا يدفنون موتاهم في جنبتي الوادي يمنة وشامة ، ثم حول الناس جميعا قبورهم في الشعب الأيسر ، كذا قال الأزرقي ، والمراد باليمن هو شعب أبي دب المعروف بشعب العفاريت ، وفيه كان يدفن في الجاهلية وصدر الإسلام.
[٢٨٥] [قبر أم النبي صلىاللهعليهوسلم] :
ويقال : إن قبر آمنة أم النبي صلىاللهعليهوسلم فيه ، وأنه جاء إليها وزارها ، وهو لا ينافي أنه بالحجون ؛ لأن العلماء اختلفوا فيه : فقيل : هو الجبل المحاذي لمسجد الحرس على يمينك وأنت مصعد ، وعليه الأزرقي
__________________
(١) هكذا ذكره ابن ظهيره في الجامع اللطيف ، ص ٣٠٤ ، ولم يعرف عن القرون الفاضلة شيء من هذه الأمور ، في زيارة القبور ، وإنما كانوا يلتزمون بالمأثور عن المصطفى صلىاللهعليهوسلم من الدعاء للأموات ، ثم الاتعاظ والاعتبار بالسابقين ، ومواطن إجابة الدعاء حددها الشرع مكانا وزمانا وحالا كما سبق ، ولا يجوز إدخال شيء في هذه المواطن ما لم يرد عن المعصوم صلىاللهعليهوسلم في ذلك خبر ، فينبغي التحرز والمنع سدا لذريعة الشرك في هذا الباب ، والاكتفاء بالوارد ، حفظا لجناب التوحيد.