الله عليه وسلم قال : (من قبر بمكة جاء آمنا يوم القيامة ، ومن قبر بالمدينة كنت عليه شهيدا وله شافعا (١)).
وروي أيضا عن عبد الله بن عمر ـ رضياللهعنهما ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، ثم تنشق عن أبي بكر ، وعمر ، ثم تنشق عن الحرمين ، ثم أبعث بينهما هكذا ، وجعل أصابعه السبابة والوسطى (٢)).
[٢٨٠] [حال أهل المعلا] :
وروى ابن أبي السمعاني في تاريخه عن بعض الأخيار : أنه رأى في المنام كأن إنسانا مدفونا بالمعلا ، استخرج ومروا به إلى موضع آخر ، قال : فسألت عن حاله؟ فقالوا : هذه المقبرة منزهة عن أهل البدع لا تقبل أرضها مبتدعا.
وقال بعض الصالحين : كشف لي عن أهل المعلاة ، فقلت لهم : أتجدون نفعا بما يهدى إليكم من قراءة ونحوها؟ فقالوا : لسنا محتاجين إلى ذلك ، فقلت لهم : ما منكم أحد واقف الحال؟ فقالوا : [وهل](٣) يقف حال أحد في هذا المكان!
والحاصل أنه محل شريف ، وقد قال بعض العلماء : إن الدعاء يستجاب فيه في أماكن ، فمنها : عند تربة السيدة خديجة رضياللهعنها ، وليس قبرها معينا بيقين ، بل ولا يعرف قبر صحابي ولا صحابية إلا أن بعض الصالحين رأى في المنام : أن قبرها بقرب قبر الفضيل بن عياض وبنى عليه قبة هنالك
__________________
(١) الفاكهي في أخبار مكة ٣ / ٦٨.
(٢) أخرج الترمذي نحوه (٣٦٩٢) وقال : «حديث غريب وعاصم بن عمر ليس بالحافظ» ؛ وابن حبان في صحيحه ١٥ / ٣٢٤.
(٣) في الأصل (وهل) والمثبت من بهجة النفوس للمرجاني ، (حيث نقل الخبر) ٢ / ٤٢٣.