لئلا يخرج ما يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجعل الأفاعي يضربنه ويلسعنه ، فجعلت دموعه تنحدر.
وفي رواية : فدخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووضع رأسه في حجر أبي بكر فنام ، فلدغ أبو بكر في رجله من الحجر ولم يتحرك ، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذهب ما يجده (١).
وذكر قاسم بن ثابت في الدلائل : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لما دخل الغار وأبو بكر معه ، أنبت الله على بابه الراه فحجبت عن الغار أعين الكفار (٢).
والراه : أم غيلان ، وقيل : شجرة مثل قامة الإنسان لها خيطان وزهر به يحشى المخاد (٣).
وفي مسند البزار (أن الله تعالى أمر العنكبوت فنسجت على وجه الغار ، وأرسل حمامتين وحشيتين فوقفتا على وجه الغار ، وأن ذلك مما صد المشركين عنه ، وأن حمام الحرم من نسل تلك الحمامتين ، ولما فقدته قريش طلبوه بمكة كلها ، وبعثوا القافة في كل وجه ، فوجد الذي ذهب قبل ثور ، فلم يزل يتبعه حتى انتهى إلى ثور ، وشق خروجه عليهم ، وجزعوا لذلك وجعلوا مائة ناقة لمن يرده ، فتوجه فتيان قريش من كل بطن بعصيهم وسيوفهم إلى ثور ، فلما أقبلوا على الغار جعل بعضهم ينظر فيه ، فلم ير إلا حمامتين وحشيتين بفمه ، فرجع إلى أصحابه وقالوا : مالك؟ قال : رأيت حمامتين وحشيتين ،
__________________
(١) انظر السيرة النبوية لابن كثير ، ٢ / ٢٣٧.
(٢) انظر عيون الأثر لابن سيد الناس ، ١ / ١٨٢.
(٣) «أم غيلان : شجرة السّمر ، وهو نوع من جنس السنط من الفصيلة القرنية ، ويسمى أيضا الطّلح» المعجم الوسيط (غيل).