من الطيور مع ما يشاهد من [الحدآن](١) ، مع انقضاضها لخطف ما تراه من شيء أحمر بيد إنسان أو رأسه ، وهي تحوم عليها ولا تستطيع أن تأخذ منها شيئا.
ومنها : أن الذباب لا يقع في أيامها على شيء من الطعام ولو عسلا ، بل ولا يحوم عليه مع كثرة العفونات الجالبة له ، وإذا مضت أيامها تهافتت على ذلك حتى لا يطيب طعام لطاعم.
ومنها : اتساعها للحجيج ، وعن أبي الدرداء رضياللهعنه قال : قلنا يا رسول الله! إنّ أمر منى لعجيب هي ضيّقة ، فإذا نزلها الناس اتسعت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (منى كالرحم إذا حملت وسعها الله (٢)).
ومنها : أن البعوض كثيرة جدا بها طول السنة ، إلا في أيام الموسم ، فيقل جدا ، بل لا يوجد ، وإن وجد القليل فلا يؤذي ، كما قال العلامة بن ظهيرة وجرّبه.
والحاصل : أن منى محل شريف ، ومنزل لطيف ، وقد تغزل الشعراء والأخيار فيها وفي خيفها بأشعار : فمن ذلك ما قاله الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي رحمهالله :
بوادي منى نلنا المنا إذ تبسمت |
|
ليال وأيام ملاح المباسم |
سرور بعيد واجتماع أحبة |
|
وقرب وقربان وعز مواسم |
__________________
(١) في الأصل (الحدات) جمع الحدأة «طائر من الجوارح ينتقض على الجرذان والدواجن والأطعمة ونحوها» وجمع الحدأة : حدأ وحداء ، وحدآن» كما في المعجم الوسيط (حدأه).
(٢) «رواه الطبراني في الصغير والأوسط ، وفيه من لم أعرفه» كما قال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٦٥.