(٢٩٧) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيى (١) ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور ، والأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، أن يهوديا جاء إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : يا محمد إنّ الله يمسك السّموات على اصبع ، والأرضين على اصبع ، والجبال على أصبع ، والخلائق على اصبع ، ثم يقول : أنا الملك.
قال : فضحك رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتى بدت نواجذه ، وقال : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ)(٢) ، وقال يحيى : وزاد فيه فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، قال : فعجب (٣) رسول الله
__________________
ـ شاهد من حديث أنس ، فقد أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٢ / ١١٨) و (٨ / ٣٦٧) بإسنادين من طريق داود بن صغير ، عن كثير النواء الشامي ، عن أنس مرفوعا نحوه مع زيادة في أوله ، وآخره قلت : في إسناده داود بن صغير. قال الخطيب : كان ضعيفا. ونقل عن الدارقطني قوله فيه : «أنه منكر الحديث». ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١ / ١٨٥) ، وقال : هذا حديث لا يصح ، ثم نقل في داود قول الخطيب والدار قطني المذكورين ، وقال : أما كثير النواء ، فقال النسائي : ضعيف ، وقال ابن عدي : كان غاليا في التشيع. ثم قال : والعجب كيف روى هذا! ولا أحسب البلاء إلّا من داود. قلت : لم يتهم أحد داود ، إنما ضعفوه كما تقدم ، وكذا كثير النواء ، وهو ابن إسماعيل الشامي.
قال الذهبي : من ضعفاء الشيعة ، شيعي جلد ، وضعفه النسائي وغيره ، كما في «الميزان» ، ولم يتهمه أحد (٣ / ٤٠٢ و ٤١٠) ، فالحديث يخرج من حيز الموضوع ، ويكون من الواهيات ، والله أعلم.
(١) تراجم الرواة :
أحمد بن إبراهيم : ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٦٢ من أ ـ ه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١١٤) ، وقالا : توفي سنة ٣٠٤ ه.
ويحيى بن سعيد : هو القطان ، وسفيان : هو الثوري ، ومنصور هو ابن المعتمر بن سليمان ، والأعمش : هو سليمان بن مهران ، وإبراهيم : هو ابن يزيد النخعي ، وعبيدة : هو ابن عمرو السلماني ، وعبد الله : هو ابن مسعود. تقدموا جميعا غير مرة.
(٢) سورة الزمر آية (٦٧).
(٣) في «صحيح البخاري» (١٣ / ٣٩٣ مع الفتح ـ س) : فضحك رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تعجبا وتصديقا له. ـ