منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن سيّار ، حدّثني محمّد بن خشنام وسمعه يقول : سئل محمّد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ؟ فقال : حدّثني عبيد الله بن سعيد ـ يعني أبا قدامة ـ عن يحيى بن سعيد قال : أعمال العباد كلها مخلوقة ، فمرقوا عليه قال : فقالوا له بعد ذاك : ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال : لا أفعل ، إلّا أن تجيئوا بحجّة فيما تقولون أقوى من حجّتي ، وأعجبني من محمّد بن إسماعيل ثباته.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمّد النّيسابوري ، حدّثنا أبو العبّاس الرازي ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال : سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول : سمعت الفرهياني [يقول :](٢) قيل لمحمّد بن إسماعيل : ترجع عما قلت ليعود الناس إليك ، قال : لا حاجة لي فيهم.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور بن عبد الملك ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون قال : سمعت أبا حامد الشّرقي يقول : سمعت محمّد بن يحيى يقول :
القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته ، وحيث يتصرف ، فمن لزم استغنى عن اللفظ وعمّا سواه من الكلام في القرآن ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان ، وبانت منه امرأته ، يستتاب فإن تاب وإلّا ضربت عنقه ، وجعل ماله فيئا بين المسلمين ، ولم يدفن في مقابر المسلمين ، ومن وقف [و](٥) قال : لا أقول مخلوق أو غير مخلوق فقد ضاهى الكفر ، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم ، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمّد بن إسماعيل البخاري فاتهموه ، فإنّه لا يحضر مجلسه إلّا من كان على مثل مذهبه.
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٤.
(٢) الزيادة عن «ز» ، سقطت اللفظة من الأصل ود.
(٣) الزيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣١.
(٥) سقطت من الأصل ، و «ز» ، ود ، واستدركت عن تاريخ بغداد.