قرّبوا للنوى القوارب كيما |
|
يقتلوني ببينهم والفراق |
شرعوا في دمي (١) بتشديد شرع (٢) |
|
تركوني من شدّها في وثاق |
قلعوا حين اقلعوا لغوادي |
|
ثم لم يلبثوا كقدر الفواق |
ليتهم حين ودعوني وساروا |
|
رحموا عبرتي وطول اشتياقي |
هذه وقعة الفراق فهل |
|
أحيا ليوم يكون فيه التلاقي؟ |
٦٢٤٤ ـ محمّد بن الحسن أبو بكر الهروي المقرئ الضرير
حدّث بدمشق بكتاب «الغاية في القراءات» لأبي بكر بن مهران الأصبهاني (٣) عن أبي محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد المقرئ الهروي عن ابن مهران.
سمع منه أبو الرضا المحسن بن المحسن بن محمّد الأنصاري الفرّاء.
٦٢٤٥ ـ محمّد بن الحسن أبو الحسن الكفرطابي الأديب (٤)
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي :
محمّد بن الحسن أبو الحسن الدمشقي المعروف بابن الكفرطابي من أهل الأدب ، مليح الشعر ، حسن الحفظ ، ذو مروّة ، حدّثني هو ، وحدّثني عنه جماعة أنه أنفق في المعاشرة على الأصدقاء ، وفي الصلات ، والكساء ، والمركوب أكثر من خمسة آلاف دينار كان خلّفها له أبوه وكان أحد الشهود في زمن القاضي الزيدي ، ثم ترك ذلك فيما بعد ، اجتمعت به بدمشق ، وذاكرته بشيء من الشعر وأخبار الناس ، فرأيته حسن التأني ، جيد الإيراد ، وأنشدني بدمشق من شعره شيئا لا بأس به ، ورأيت رأيه على ما ظهر لي منه ـ رأي الفلاسفة ، والميل إليهم.
أنشدني محمّد بن الحسن لنفسه :
أظننتي من سلوة أنساك |
|
أعصي الهوى وأطيع فيك عداك |
لا تحسبي قلبي يقلّبه الهوى |
|
أبدا ، ولا يصفى هوىّ لسواك |
غادرتني حيران أذرف دمعتي |
|
وأعالج الزفرات من ذكراك |
قد بثّ سلطان الفراق جيوشه |
|
في مهجتي ، وأظنّ فيه هلاكي |
__________________
(١) في «ز» : ذمتي.
(٢) جمع شراع ، شرع ، سكنت الراء للوزن.
(٣) هو أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر الأصبهاني النيسابوري ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٧ رقم ٢٧٤.
(٤) ترجمته في الوافي بالوفيات ٢ / ٣٥٦.