قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أبو جعفر الطبري (١) قال : قال عمر بن شبة : حدّثني محمّد بن يحيى ، حدّثني الحارث بن إسحاق قال : استعمل أبو جعفر على المدينة محمّد بن خالد بعد زياد ، وأمره بالجدّ في طلب محمّد ـ يعني ـ ابن عبد الله بن حسن ، وبسط يده في النفقة في طلبه ، فأغذّ السير حتى قدم المدينة هلال رجب سنة إحدى وأربعين ومائة ، ولم يعلم به أهل المدينة حتى جاء رسوله من الشّقرة (٢) ، ـ وهي بين الأعوص (٣) والطّرف (٤) على ليلتين من المدينة ـ فوجد في بيت المال سبعين ألف دينار ، وألف ألف درهم ، فاستغرق ذلك ، ورفع في محاسبته أموالا كثيرة في طلب محمّد ، فاستبطأه أبو جعفر واتّهمه ، فكتب إليه أبو جعفر يأمره بكشف المدينة وأعراضها ، فأمر محمّد بن خالد أهل الديوان أن يتجاعلوا لمن يخرج فتجاعلوا وخرج إلى الأعراض لكشفها عن محمّد ، وأمر القسريّ أهل المدينة ، فلزموا بيوتهم سبعة (٥) ، وطافت رسله والجند ببيوت الناس يكشفونها لا يحسّون شيئا ، وكتب القسريّ لأعوانه صكاكا يتعزّزون بها ، لئلا يعرض لهم أحد ، فلمّا استبطأه أبو جعفر ورأى ما استغرق من الأموال عزله.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق ، وأبو علي بن نبهان. ح وأخبرنا أبو القاسم ابن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر ، قالوا : أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، حدّثني عمر بن شبة ، حدّثني أبو سلمة ، أخبرني محمّد بن معن الغفاري ، أخبرني محمّد بن خالد القسريّ قال (٦) : لما خرج محمّد بن عبد الله بالمدينة وأنا في حبس ابن حيّان (٧) أطلقني ، فلما سمعت دعوته
__________________
(١) رواه الطبري في تاريخه ٧ / ٥٣١ في حوادث سنة ١٤٤.
(٢) بالأصل ود : الشفرة ، والمثبت عن تاريخ الطبري ومعجم البلدان ، وقال ياقوت : مكان ، ولم يحدده.
(٣) الأعوص موضع قرب المدينة ، على أميال يسيرة منها (راجع معجم البلدان).
(٤) الطرف : ماء قريب من المرقى ، على ستة وثلاثين ميلا من المدينة (معجم البلدان).
(٥) في الطبري : سبعة أيام.
(٦) راجع الخبر في الكامل لابن الأثير ٣ / ٥٦٦ (حوادث سنة ١٤٥).
(٧) هو رياح بن عثمان بن حيان المري ، وكان على المدينة ، وقد ولاه المنصور مكان ابن القسري ، وسار إلى المدينة في رمضان سنة ١٤٤.