أنبأنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدّثني أبو القاسم عبد السّلام بن محمّد بن أبي موسى ، حدّثني أحمد بن محمّد الزيادي ـ وقد جرى ذكر جنيد (١) بن محمّد رحمهالله ـ فقال : لم أر في الصّوفيّة أعقل من جنيد (٢) بن محمّد القواريري ولا أفقه من النوري أبي الحسين محمّد بن (٣) محمّد النوري ، ولا أرقّ ولا أشد اجتماعا من ابن عفّان ، ولا أحسن إرادة من ابن إسماعيل الفرغاني أبي بكر ، ولا أشد فقرا من ابن الخلنجي أبي يعقوب ، لعلّي ما رأيت معه قطعة قط ، ولا رأيت أدق علما من أبي عبد الرّحمن الحمّال ، رأيت جنيد بن محمّد وجماعة بين يديه جلوس وهو يتكلّم عليهم.
أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن عبد العزيز بن علي الأزجي (٤).
ح وأنبأنا أبو جعفر المكّي ، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، أنبأنا الحسين بن علي ابن محمّد (٥).
قالا : أنبأنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدّثني محمّد بن داود قال : سمعت أبا بكر الفرغاني يقول :
رآني ابن زبان وأبو يعقوب الأذرعي آخذ من الصدقة في مسجد الجامع في شهر رمضان فقالا لي : يا أبا بكر في دنيانا ما يقوم بأمرك فلا تأخذ من خبز الصدقة ، فإن هذا مشتبه علينا فقلت : ما لي إلى مالكم حاجة ، ولا آخذ هذا الخبز لنفسي إنما في جواري امرأة طلبت من خبز الصدقة فلم تعط ، فكتبت اسمي آخذ الخبز وأمضي به إليها.
قال ابن جهضم : حكيت هذه الحكاية لبعض النسّاك فقال : هذا أشد من الذبح.
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : حميد.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : حميد ، تصحيف ، وهو الجنيد بن محمّد بن الجنيد النهاوندي البغدادي القواريري الصوفي. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٦٦.
(٣) كذا بالأصل ، و «ز» ، ود ، والذي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٧٠ أحمد بن محمد الخراساني البغوي النوري الزاهد.
وانظر حلية الأولياء ١٠ / ٢٤٩.
(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي د : عن عبد العزيز بن علي الأزجي بن عدي الحافظ قال سمعت الحسن بن الحسن البزار.
(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «حمد» وفي د : الحسن بن علي بن محمد.