عظيم إذ بدر إليّ أخي ، فقلت له : يا أخي ما حالكم؟ قال : عرضنا على ربّنا تعالى ، قلت له : فما حال أبي وكيع؟ قال : غفر له وأمر به إلى الجنّة ، قلت : محمّد بن إدريس؟ قال : حشر إلى الرّحمن وفدا ، وألبس حلل الكرامة ، وتوّج بتاج البهاء.
قال : وأنبأ أبو علي قال : سمعت عبد الرّحمن بن حمدان يقول : سمعت عثمان بن خرّزاد الأنطاكي يقول :
رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت ، وكأن الخلائق قد حشروا ، وكأن الله قد برز لفصل القضاء ، وكأن مناديا ينادي من بطنان العرش : ألا أدخلوا الجنّة أبا عبد الله ، وأبا عبد الله ، وأبا عبد الله ، فقلت لملك إلى جنبي : من هؤلاء : أبا عبد الله ، فقال : أما أوّلهم فسفيان الثوري ، وأمّا ثانيهم فمالك بن أنس ، وأما ثالثهم فمحمّد بن إدريس الشّافعي ، وأما رابعهم فأحمد بن حنبل ، أئمة أمة محمّد صلىاللهعليهوسلم قد سيق بهم إلى الجنّة.
أخبرني (١) أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبا عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت عبد الله بن الحسن الورّاق يقول : سمعت معبد بن جمعة يقول. ح قال : وأنبأنا البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم المؤذن ، حدّثني محمّد بن أحمد بن زكريا ، عن معبد بن جمعة قال : سمعت أبا زرعة المكّي يقول : سمعت عثمان بن خرّزاذ الأنطاكي يقول : رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ، وكأن الله جلّ ثناؤه قد برز لفصل القضاء ، وكأن الخلائق قد حشروا ، وكأن مناديا ينادي من بطنان العرش : ألا أدخلوا أبا عبد الله ، وأبا عبد الله ، وأبا عبد الله ، وأبا عبد الله الجنّة ، فقلت لملك إلى جنبي : من هؤلاء؟ قال : أوّلهم مالك بن أنس ، وثانيهم سفيان الثوري ، وثالثهم محمّد بن إدريس ، ورابهم أحمد بن حنبل ـ وزاد أبو عبد الله في روايته : هؤلاء أئمة ، ومحمّد بن إدريس قد سيق إلى الجنّة.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنبأنا أبو البركات المقرئ ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثنا أبو بكر بن لال الفقيه ، حدّثنا عمر بن علي الصيرفي ، حدّثنا عثمان بن أحمد أبو سعيد الدّينوري ، حدّثنا محمّد بن حمدان الطرائفي أبو عبد الله قال : سمعت أبا الحسن الشّافعي يقول : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام ، فقلت : يا رسول الله ، بما جزي الشّافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة : صلى الله على محمّد كلما ذكره الذاكرون وغفل
__________________
(١) كتب فوقها بالأصل : ملحق.