كنا جلوسا في حلقة للشافعي بعد موته بيسير ، فوقف علينا أعرابي فسلّم ثم قال : أين قمر هذه الحلقة وشمسها؟ فقلنا : توفي رضياللهعنه ، فبكى بكاء شديدا وقال : رحمهالله وغفر له ، فلقد كان يفتح ببيانه منغلق (١) الحجة ، ويسد على خصمه واضح المحجة ، ويغسل من العار وجوها مسودة ، ويوسع بالرأي أبوابا منسدة ، ثم انصرف.
قال : وأنبأنا ابن حمكان ، حدّثنا محمّد بن هارون الزّنجاني ـ بزنجان ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي قال : رأيت الشّافعي أبا عبد الله محمّد بن إدريس في المنام ، فقلت له : يا أخي ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي ، وتوّجني ، وزوّجني ، وقال لي هذه بما لم تره بما أرضيتك ، ولم تتكبر فيما أعطيتك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٣) ، أنبأنا إسماعيل بن علي الأستراباذي قال : سمعت طاهر بن محمّد البكري يقول : حدّثنا الحسن بن حبيب الدمشقي ، حدّثني الربيع ابن سليمان قال : رأيت الشّافعي بعد وفاته في المنام ، فقلت : يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال : أجلسني على كرسي من ذهب ، ونثر عليّ اللؤلؤ الرطب.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السّلام ، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه ، أنبأنا أبو يحيى البلخي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني ، حدّثنا أحمد بن جعفر الأصبهاني ، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : وكان ما علمته صدوق اللسان يقول : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم فقال : الشّافعي المطلبي في الجنّة ، أو من أهل الجنّة.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنبأنا أبو البركات بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي ، حدّثنا الحسن بن سفيان [ـ بنسا ـ نا سفيان بن وكيع](٤) قال :
رأيت فيما يرى النائم [بعد موت أبي وأخي] كأن القيامة قد قامت ، والناس في أمر
__________________
(١) في ز : مغلق.
(٢) زيادة عن د ، وز ، لتقويم السند.
(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٧٠ وعن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال ١٦ / ٥٣.
(٤) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن ز ، ود. وفي ز : شقيق بن رفيع ، وفي د : سفيان بن ربيع.