يقول (١) : سمعت الربيع بن سليمان المرادي يقول :
دخلت على الشّافعي وهو مريض فسألني عن أصحابنا فقلت : إنّهم يتكلمون ، فقال لي الشّافعي : ما ناظرت أحدا قطّ على الغلبة ، وبودّي أن جميع الخلق تعلّموا هذا الكتاب ـ يعني ـ كتبه على أن لا ينسب إليّ منه شيء ، قال هذا الكلام يوم الأحد ، ومات هو يوم الخميس ، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة ، ورأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين.
قال : وسئل الربيع عن سن الشّافعي فقال : نيّف وخمسين سنة ، وقال البيهقي : وقيل : توفي يوم الجمعة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن البردعي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، حدّثنا الربيع بن سليمان المصري ، حدّثني أبو الليث الخفاف وكان معدلا عند القضاة ، حدّثني العزيزي وكان متعبدا قال : رأيت ليلة مات الشّافعي في المنام كأنه يقال : مات النبي صلىاللهعليهوسلم في هذه الليلة ، كأني رأيت يغسل في مجلس عبد الرّحمن الزهري في مسجد الجامع وكان يقال لي : نخرج به العصر فأصبحت فقيل لي مات الشّافعي ، وقيل لي نخرج به بعد الجمعة ، فقلت الذي رأيته في المنام قيل لي : يخرج بعد العصر ، وكأنّي رأيت في النوم حين أخرج به كأنه معه سرير امرأة رثّة السرير ، فأرسل أمير مصر أن لا يخرج به إلّا بعد العصر ، فحبس إلى بعد العصر قال العزيزي : فشهدت جنازته فلمّا صرت إلى الموضع الواسع رأيت سريرا مثل سرير تلك المرأة رثّة السرير مع سريره.
قال الربيع بن سليمان : توفي الشّافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة بعد ما صلّى المغرب آخر يوم من رجب ، ودفناه يوم الجمعة وانصرفنا ، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين.
سمعت (٣) أبا القاسم بن السّمرقندي يقول : سمعت أبا القاسم بن مسعدة يقول : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سمعت أحمد بن عدي الجرجاني يقول : سمعت [أبا](٤) أحمد بن عدي (٥) المدائني حدّثنا يحيى بن عثمان قال : سمعت حرملة يقول : قدم علينا الشّافعي سنة تسع وتسعين ومائة ، ومات سنة أربع ومائتين عندنا بمصر (٦).
__________________
(١) من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٧٦.
(٢) من طريقه روي في حلية الأولياء ٩ / ١٠١.
(٣) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٤) سقطت من الأصل وز ، ود.
(٥) بالأصل وز : علي ، تصحيف والتصويب عن د. والسند معروف.
(٦) كتب فوقها بالأصل : إلى.