ضميرك ذلك ، فارجع إلى الله وإلى قوله عزوجل : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية (١) ، فاستدل بالمخلوق على الخالق ، ولا تتكلف علم ما لا يبلغه عقلك ، فقلت : فقد تبت إن عدت في ذلك.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن بن مردك ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهوية قال : سمعت أبي يقول : اجتمعت مع الشّافعي بمكة ، فسمعته يقول عن كري بيوت مكة ، فقلت له : أسألك هذه المسألة لا أجاوز بك إلى غيره ، قال : ذاك أقدر لك.
قال : وأنبأنا أبو محمّد قال : سمعت أبا إسماعيل الترمذي بمكة سنة ستين ومائتين فحدّثنا بأحاديث عن أيوب بن سليمان بن بلال وقال أبو إسماعيل الترمذي : سمعت إسحاق ابن راهوية يقول : جالست الشّافعي بمكة فاذّكرنا في بيوت مكة وكان يرخص فيه ، وكنت لا (٢) رخّص فيه ، فذكر الشّافعي حديثا وسكت وأخذت ، أنا في الباب أسرد ، فلما فرغت منه قلت لصاحب لي من أهل مرو بالفارسية : مردك مالاي هشت قرية بمرو ، ويعلم أنّي واطأت صاحبي بشيء هجنته فيه ، فقال لي : أتناظر؟ قلت : وللمناظرة جئت ، قال : قال الله عزوجل : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ)(٣) أنسبت الديار إلى مالكيها أو غير مالكيها؟ وقال النبي صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة : «من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ، وهل [ترك](٤) عقيل لنا من رباع ، نسبت الديار إلى أربابها أو غير أربابها؟ وقال لي : اشترى عمر بن الخطّاب [دار السجن من مالك أو غير مالك ، فلما علمت أن الحجة قد لزمتني قمت.
قال : وأنا أبو محمّد قال : في كتابي عن الربيع بن سليمان قال (٥) : حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب (٦) إلّا أن أعلم (٧) أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد ، وحفص الفرد ـ وكان الشافعي يسميه : المنفرد ـ فسأل حفص عبد الله بن عبد الحكم ، فقال ما تقول في القرآن؟ فأبى أن يجيبه. فسأل يوسف بن عمرو بن يزيد؟ فلم يجبه ، فكلاهما
__________________
(١) سورة البقرة ، الآيتان ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٢) بالأصل : إذا ، والمثبت عن م ، ود ، و «ز».
(٣) سورة الحج ، الآية : ٤٠ ، وسورة الحشر ، الآية : ٨.
(٤) بياض بالأصل ، واللفظة استدركت عن م ، ود ، و «ز».
(٥) مكانها بياض في م ، وبعدها : بحضرة.
(٦) في «ز» : أبو نجيب ، والمثبت عن م ، ود.
(٧) مكان : «إلا أن أعلم» في م بياض.