أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد الصوفي ، أنبأنا أبو الفضل الصّرّام ، أنبأنا أبو عمر البسطامي ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود قال : سمعت الربيع يقول : كان أصحاب الحديث لا يعرفون مذاهب الحديث وتفسيره حتى جاء الشّافعي.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا أبو البركات بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثني الزّبير قال : سمعت جعفر بن علي بن مليح الهمذاني ـ بصور ـ يقول : سمعت هلال بن العلاء يقول : الشّافعي أصحاب الحديث عيال عليه ، فتح لهم الأقفال.
قال : وأنبأنا ابن حمكان قال : سمعت عبد الرّحمن بن أحمد الجلّاب بهمذان يقول : سمعت هلال بن العلاء الرقي يقول : منّ الله تعالى على الناس بأربعة في زمانهم بالشّافعي وأحمد بن حنبل ، وأبي عبيد ، ويحيى بن معين ، فأما الشّافعي فتفقه بحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأما أبو عبيد ففسّر لهم غريب الحديث ، ولو لا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ ، وأما يحيى بن معين فنفى الكذب عن النّبي صلىاللهعليهوسلم وبيّن الصادق من الكاذب ، وأما أحمد بن حنبل فجعله الله للناس إماما في القرآن ولو لا ذلك لكفر الناس.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد الله بن بي السّجيس (١) ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو (٢) الرّحبي ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي قال : سمعت أبا تراب محمّد بن الحسين بطوس يقول : سمعت محمّد بن المنذر بن سعيد النيسابوري يقول : حضرت عند داود بن علي فذكر مسألة فقيل (٣) له : يا أبا سليمان هذا قول من هو؟ قال : هذا قول مطلبينا الذي علاهم بنكته ، وقهرهم بأدلته ، وباينهم بشهامته ، التقيّ في دينه ، النقيّ جيبه ، الفاضل في نفسه ، المتمسك بكتاب الله ، المقتدي قدوة رسوله صلىاللهعليهوسلم ، الماحي آثار ـ يعني ـ المبتدعين ، الذاهب بخبرهم الطامس لسيرهم ، فأصبحوا كما قال الله (هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ)(٤).
أخبرنا (٥) أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله بن
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن د.
(٢) بالأصل : عمر ، والمثبت عن م ود.
(٣) بالأصل : «فقال» ، والمثبت عن م ، ود.
(٤) سورة الكهف ، الآية : ٤٥.
(٥) كتب فوقها بالأصل وم : ملحق.