أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا أبو البركات المقرئ ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي الفقيه ، حدّثنا الزّبير بن عبد الواحد الأسدآباذي (١) ، حدّثنا محمّد بن علي المدائني بمصر ، حدّثنا الربيع بن سليمان قال : سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي. ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا عبد الله ابن محمّد بن حيّان القاضي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد ، حدّثنا أبو يحيى السّاجي ـ أو فيما أجاز لي مشافهة ـ حدّثنا الربيع سمعت الشّافعي يقول : لأن يلقى الله العبد بكلّ ذنب ما خلا الشرك ـ زاد الساجي : بالله ـ خير من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء ، وذلك أنه رأى قوما يتجادلون في القدر بين يديه. فقال الشّافعي : في كتاب الله المشيئة له دون خلقه ، والمشيئة إرادة الله يقول الله ـ وقال المدائني : قال الله تعالى : ـ (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(٢) فأعلم عزوجل ـ زاد الساجي خلقه وقالا : ـ إن المشيئة له ، وكان يثبت القدر.
قال : وحدّثني الزبير (٣) ، حدّثني محمّد بن يحيى بن آدم الحرشي بمصر ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال : سمعت الشّافعي يقول :
لو علم الناس ما في الكلام في الأهواء لفروا منه كما يفرّ (٤) من الأسد.
قال : وحدّثني الزبير (٥) ، أخبرني علي بن محمّد بمصر ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال :
كان الشّافعي بعد أن ناظر حفص الفرد يكره الكلام وكان يقول : لأن يفتي العالم فيقال أخطأ العالم خير له من أن يتكلم ، فيقال : زنديق ، وما شيء أبغض إليّ من الكلام وأهله.
قال : وحدّثني الزبير ، أخبرني محمّد بن عبد الله (٦) بن عبيد العطّار ـ ببغداد ـ أخبرني أحمد بن يوسف بن تميم ، حدّثنا الربيع بن سليمان ، أنشدنا الشّافعي (٧) :
__________________
(١) كذا بالأصل وم وت ود ، وفي سير الأعلام هنا : الأسترآباديّ تصحيف ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٧٠.
(٢) سورة الإنسان ، الآية : ٣٠.
(٣) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٦ وحلية الأولياء ٩ / ١١١.
(٤) في سير أعلام النبلاء وحلية الأولياء : يفرون.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٨ ـ ١٩.
(٦) بالأصل : عبيد الله ، والمثبت عن م ، ود ، وت.
(٧) البيتان في ديوانه ص ٧٧ (وفي نسخة : ص ٨٧) والبداية والنهاية ١٠ / ٢٥٤.