بهم في إيرادهم وإصدارهم ، واتّباعهم في إظهار شرع الله تعالى وإبانة أحكامه ، وإحياء مراسم دين الله وإعلان أعلامه.
وقد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم ب « تذكرة الفقهاء » على تلخيص فتاوى العلماء ، وذكر قواعد الفقهاء ، على أحق الطرائق وأوثقها برهاناً ، وأصدق الاقاويل وأوضحها بياناً ـ وهي طريقة الامامية الآخذين دينهم بالوحي الالهي ، والعلم الرباني ، لا بالرأي والقياس ، ولا باجتهاد الناس ـ على سبيل الايجاز والاختصار ، وترك الاطالة والاكثار.
وأشرنا في كلّ مسألة إلى الخلاف ، واعتمدنا في المحاكمة بينهم طريق الإنصاف ، إجابة لالتماس أحب الخلق إليّ ، وأعزهم علي ، ولدي محمد أمده الله تعالى بالسعادات ، ووفقه لجميع الخيرات وأيده بالتوفيق ، وسلك به نهج التحقيق ، ورزقه كلّ خير ، ودفع عنه كلّ شر ، وآتاه عمراً مديداً سعيداً ، وعيشاً هنيئاً رغيداً ، ووقاه الله كلّ محذور ، وجعلني فداءه في جميع الأمور.
ورتبت هذا الكتاب على أربع قواعد ، والله الموفق والمعين.
__________________
والعلماء ، وطلب العلم ، نحو ما أشار إليه المصنف وغيره ، أنظر : الكافي ١ : ٢٣ / ٥٧ ، بصائر الدرجات : ٣٠ ، أمالي الشيخ الصدوق : ١٤٣ ، أمالي الطوسي ١ : ٦٩ و ٨٧ و ٢ : ١٣٥ ، أمالي الصدوق : ٥٨ / ٩ ، نوادر الراوندي : ١١ ، العوالم ٢ : ١٢٥ ، البحار ١ : كتاب العلم ، وراجع : سنن ابن ماجة ١ : ٨ / ٢٢٣ ، سنن الترمذي ٥ : ٤٨ / ٢٦٨٢ ، كنز العمال ١٠ : ١٣٠ ـ ٣١٤ الأحاديث ، الترغيب والترهيب ١ ، ٩٢ / ١٣٣ ، مجمع الزوائد ١ : ١١٩ ـ ٢٠٢.