نصف ذي القعدة منها ، فكانت مدّته سنة تنقص ثلاثة عشر يوما ، وقام من بعده.
السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس البند قداريّ (١) الصالحيّ (٢) : التركيّ الجنس أحد المماليك البحرية ، وجلس على تخت السلطنة بقلعة الجبل في سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين ، فلم يزل حتى مات بدمشق في يوم الخميس سابع عشري المحرّم ، سنة ست وسبعين وستمائة ، فكانت مدّته سبع عشرة سنة وشهرين واثني عشر يوما ، وقام من بعده ابنه.
السلطان الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي محمد بركة قان (٣) : وهو يومئذ بقلعة الجبل ينوب عن أبيه ، وقد عهد إليه بالسلطنة وزوّجه بابنة الأمير سيف الدين قلاون الألفيّ ، فجلس على التخت في يوم الخميس سادس عشري صفر ، سنة ست وسبعين ، إلى أن خلعه الأمراء في سابع ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين ، وكانت مدّته سنتين وشهرين وثمانية أيام ، لم يحسن فيها تدبير ملكه ، وأوحش ما بينه وبين الأمراء. فأقيم بعده أخوه.
السلطان الملك العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس (٤) : وعمره سبع سنين وأشهر ، وقام بتدبيره الأمير قلاون أتابك العساكر ، ثم خلعه بعد مائة يوم وبعث به إلى الكرم ، فسجن مع أخيه بركة بها. وقام من بعده.
السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون الألفيّ العلائيّ الصالحيّ (٥) : أحد المماليك الأتراك البحرية ، كان قبجاقي الجنس من قبيلة مرج أغلى ، فجلب صغيرا واشتراه الأمير علاء الدين آق سنقر الساقي العادليّ بألف دينار ، وصار بعد موته إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب في سنة سبع وأربعين وستمائة ، فجعله من جملة البحرية ، فتنقلت به الأحوال حتى صار أتابك العساكر في أيام العادل سلامش ، وذكر اسمه مع العادل على المنابر ، ثم جلس على التخت بقلعة الجبل في يوم الأحد العشرين من شهر رجب سنة ثمان وسبعين ، وتلقب بالملك المنصور وأبطل عدّة مكوس ، فثار عليه الأمير شمس الدين سنقر الأشقر بدمشق وتسلطن ولقب نفسه بالملك الكامل ، في يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة ، فبعث إليه وهزمه واستعاد دمشق ، ثم قدمت التتر إلى بلاد حلب وعاثوا بها ، فتوجه إليهم السلطان بعساكره وأوقع بهم على حمص في يوم الخميس رابع عشري رجب ، سنة
__________________
(١) البند قداري : نسبة إلى البند قدار ، وهو الذي يحمل قوس البندق خلف السلطان أو الأمير. وقد سمي بيبرس بهذا الاسم لأنه كان في أول أمره مملوكا أيدكين البند قدار ، ثم انتقل إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب وصار من مماليكه البحرية. النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٨٦.
(٢) انظر النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٨٦.
(٣) في النجوم الزاهرة : بركة خان : وقد سمي كذلك على اسم جده لأمه ، بركة خان بن دولة خان الخوارزمي. ج ٧ ص ٢٢٣.
(٤) انظر ترجمته في النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٢٤٣.
(٥) انظر النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٢٧٨.