وللأمير صرغتمش فرسين ، ولكل واحد من أمراء الألوف فرسا كذلك ، ولم يعهد قبل هذا أن أحدا من ملوك الأتراك نزل إلى بيت أمير قبل الصالح هذا ، وكان يوما مذكورا.
طاز : الأمير سيف الدين ، أمير مجلس ، اشتهر ذكره في أيام الملك الصالح إسماعيل ، ولم يزل أميرا إلى أن خلع الملك الكامل شعبان وأقيم المظفر حاجي ، وهو أحد الأمراء الستة أرباب الحل والعقد ، فلما خلع الملك المظفر وأقيم الملك الناصر حسن ، زادت وجاهته وحرمته ، وهو الذي أمسك الأمير يلبغاروس في طريق الحجاز ، وأمسك أيضا الملك المجاهد سيف الإسلام عليّ ابن المؤيد صاحب بلاد اليمن بمكة ، وأحضره إلى مصر ، وهو الذي قام في نوبة السلطان حسن لما خلع وأجلس الملك الصالح صالح على كرسيّ الملك ، وكان يلبس في درب الحجاز عباءة وسرقولا ويخفي نفسه ليتجسس على أخبار يلبغاروس ، ولم يزل على حاله إلى ثاني شوّال سنة خمس وخمسين وسبعمائة ، فخلع الصالح وأعيد الناصر حسن ، فأخرج طاز إلى نيابة حلب وأقام بها.
دار صرغتمش : هذه الدار بخط بئر الوطاويط بالقرب من المدرسة الصرغتمشية المجاورة لجامع أحمد بن طولون من شارع الصليبية ، كان موضعها مساكن فاشتراها الأمير صرغتمش وبناها قصرا واصطبلا ، في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ، وحمل إليه الوزراء والكتاب والأعيان من الرخام وغيره شيئا كثيرا ، وقد ذكر التعريف به عند ذكر المدرسة الصرغتمشية من هذا الكتاب في ذكر المدارس ، وهذه الدار عامرة إلى يومنا هذا يسكنها الأمراء ، ووقع الهدم في القصر خاصة في شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة.
دار الماس : هذه الدار بخط حوض ابن هنس فيما بينه وبين حدرة البقر بجوار جامع الماس ، أنشأها الأمير الماس الحاجب ، واعتنى برخامها عناية كبيرة ، واستدعى به من البلاد ، فلما قتل في صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ، أمر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بقلع ما في هذه الدار من الرخام ، فقلع جميعه ونقل إلى القلعة ، وهذه الدار باقية إلى يومنا هذا ينزلها الأمراء.
دار بهادر المقدم : هذه الدار بخط الباطلية من القاهرة ، أنشأها الأمير الطواشي سيف الدين بهادر مقدّم المماليك السلطانية ، في أيام الملك الظاهر برقوق.
وبهادر هذا من مماليك الأمير يلبغا ، وأقام في تقدمة المماليك جميع الأيام الظاهرية ، وكثر ماله وطال عمره حتى هرم ، ومات في أيام الملك الناصر فرج ، وهو على أمرته وفي وظيفته تقدمة المماليك السلطانية ، يوم الأحد سابع عشر رجب سنة اثنتين وثمانمائة.
وموضع هذه الدار من جملة ما كان احترق من الباطلية في أيام الملك الظاهر بيبرس كما تقدّم في ذكر حارة الباطلية عند ذكر الحارات من هذا الكتاب ، ولما مات المقدّم بهادر