سمحا إلى الغاية ، وعرف بنائب الكرك لأنه أقام في نيابتها من سنة تسعين وستمائة إلى سنة تسع وسبعمائة.
دار ابن صغير : هذه الدار من جملة الميدان ، وهي اليوم من خط باب سرّ المارستان المنصوري ، أنشأها علاء الدين علي بن نجم الدين عبد الواحد بن شرف الدين محمد بن صغير ، رئيس الأطباء ، ومات بحلب عند ما توجه إليها في خدمة الملك الظاهر برقوق في يوم الجمعة تاسع عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين وسبعمائة. ودفن بها ، ثم نقلته ابنته إلى القاهرة ودفنته بظاهرها.
دار بيبرس الحاجب : هذه الدار بخط حارة العدوية ، وهي الآن من خط باب سر المارستان ، عرفت بالأمير بيبرس الحاجب صاحب غيط الحاجب ، فيما بين جسر بركة الرطلي والجرف.
بيبرس الحاجب : الأمير ركن الدين ، ترقى في الخدم إلى أن صار أميراخور ، فلما حضر الملك الناصر من الكرك عزله بالأمير ايدغمش ، وعمله حاجبا ، وناب في الغيبة عن الأمير تنكز بدمشق لما حج ، ثم تجرّد إلى اليمن وعاد ، فتنكر عليه السلطان وحبسه في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، وأفرج عنه في رجب سنة خمس وثلاثين ، وجهزه من الإسكندرية إلى حلب فصار بها أميرا من أمرائها ، ثم تنقل منها إلى أمرة بدمشق بعد عزل تنكز ، فلم يزل بها إلى أن توجه الفخريّ وطشتمر إلى مصر ، فأقرّه على نيابة الغيبة بدمشق ، وكان قد أسنّ ومات في شهر رجب سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ، وأدركنا له حفيدا يعرف بعلاء الدين أمير عليّ بن شهاب الدين أحمد بن بيبرس الحاجب ، قرأ القراءات السبع على والده ، وكان حسن الأداء للقراءة ، مشهورا بالعلاج ، يعالج بمائة وعشرة أرطال ، مات وهو ساح في سابع ربيع الآخر سنة إحدى وثمانمائة.
دار عباس : هذه الدار كانت في درب شمس الدولة ، عرفت بالوزير عباس بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس ، أصله من المغرب وترقى في الخدم حتى ولي الغربية ، ولقب بالأمير ركن الإسلام ، وكانت أمّه تحت الأمير المظفر عليّ بن السلار والي البحيراء والإسكندرية ، فلما رحل عليّ بن السلار إلى القاهرة وأزال الوزير نجم الدين سليمان بن مصال من الوزارة واستقرّ مكانه في وزارة الخليفة الظافر بأمر الله ، وتلقب بالعادل ، قدّمه لمحاربة ابن مصال فلم ينل غرضا ، فخرج إليه عباس حتى ظفر به ، وولى ناصر الدين نصير بن عباس ولاية مصر بشفاعة جدّته أمّ عباس ، فاختص به الخليفة الظافر واشتغل به عمن سواه ، وكان جريا مقداما ، فخرج إليه أبو عباس بالعسكر لحفظ عسقلان من الفرنج ومعه من الأمراء ملهم والضرغام وأسامة بن منقذ ، وكان أسامة خصيصا بعباس ، فلما نزلوا