أيضا إلى قصور ثلاثة ، ثم إلى دور الحرم السلطانية ، وإلى البستان والحمّام والحوش ، وباقي القلعة فيه دور ومساكن للماليك السلطانية وخواص الأمراء بنسائهم وأولادهم ومماليكهم ودواوينهم وطشتخاناتهم (١) وفرشخاناتهم (٢) وشربخاناتهم (٣) ومطابخهم وسائر وظائفهم ، وكانت أكابر أمراء الألوف وأعيان أمراء الطبلخاناه والعشراوات تسكن بالقلعة إلى آخر أيام الناصر محمد بن قلاون ، وكان بها أيضا طباق المماليك السلطانية ودار الوزارة ، وتعرف بقاعة الصاحب ، وبها قاعة الإنشاء وديوان الجيش وبيت المال وخزانة الخاص ، وبها الدور السلطانية من الطشتخاناه والركابخاناه والحوائجخاناه والزردخاناه ، وكان بها الجب الشنيع لسجن الأمراء ، وبها دار النيابة ، وبها عدّة أبراج يحبس بها الأمراء والمماليك ، وبها المساجد والحوانيت والأسواق ، وبها مساكن تعرف بخرائب التتر ، كانت قدر حارة خرّبها الملك الأشرف برسباي في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ، ومن حقوق القلعة الإصطبل السلطانيّ ، وكان ينزل إليه السلطان من جانب إيوان القصر ، ومن حقوقها أيضا الميدان ، وهو فاصل بين الإصطبلات وسوق الخيل من غربيه ، وهو فسيح المدى وفيه يصلي السلطان صلاة العيدين ، وفيه يلعب بالأكرة مع خواصه ، وفيه تعمل المدّات أوقات المهمات أحيانا ، ومن رأى القصور والإيوان الكبير والميدان الأخضر والجامع يقرّ لملوك مصر بعلوّ الهمم وسعة الإنفاق والكرم.
باب الدرفيل : هذا الباب بجانب خندق القلعة ، ويعرف أيضا بباب المدرج ، وكان يعرف قديما بباب سارية ، ويتوصل إليه من تحت دار الضيافة وينتهي منه إلى القرافة ، وهو فيما بين سور القلعة والجبل.
والدرفيل هو الأمير حسام الدين لاجين الأيدمريّ ، المعروف بالدرفيل ، دوادار الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداريّ ، مات في سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
دار العدل القديمة : هذه الدار موضعها الآن تحت القلعة ، يعرف بالطبلخاناه ، والذي بنى دار العدل الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداريّ ، في سنة إحدى وستين وستمائة ، وصار يجلس بها لعرض العساكر في كلّ اثنين وخميس ، وابتدأ بالحضور في أوّل سنة اثنتين وستين وستمائة ، وصار يجلس بها لعرض العساكر في كلّ اثنين وخميس ، وابتدأ بالحضور في أوّل سنة اثنتين وستين وستمائة ، فوقف إليه ناصر الدين محمد بن أبي نصر وشكا أنه أخذ له بستان في أيام المعز أيبك ، وهو بأيدي المقطعين ، وأخرج كتابا مثبتا وأخرج من
__________________
(١) طشتخان : بيت الطشت : وفيها ثياب السلطان التي لا بد لها من الغسل. النجوم الزاهرة ج ٩ ص ٣٩.
(٢) فرشخانة : خزانة الفراش ، وهي التي بها الخيم والبسط والأسحطة والقناديل. النجوم الزاهرة ج ٩ ص ١١٥.
(٣) شربخانة : من أرباب الوظائف من الأمراء. صبح الأعشى ج ٤ / ١٩٥.