الحمامات والطلاء بالنورة سليمان بن داود عليهماالسلام ، وأنه لما دخل ووجد حميمة قال : اوّاه من عذاب الله أوّاه.
وذكر المسبحيّ في تاريخه : أنّ العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله ، أوّل من بنى الحمامات بالقاهرة ، وذكر الشريف أسعد الجوّاني عن القاضي القضاعي أنه كان في مصر الفسطاط ألف ومائة وسبعون حماما. وقال ابن المتوّج أن عدّة حمامات مصر في زمنه بضع وسبعون حماما. وذكر ابن عبد الظاهر أن عدّة حمامات القاهرة إلى آخر سنة خمس وثمانين وستمائة ، تقرّب من ثمانين حماما ، وأقل ما كانت الحمامات ببغداد في أيام الخليفة الناصر أحمد بن المستنصر نحو الألف حمام.
حمّامي السيدة العمة : قال ابن عبد الظاهر : حمّامي الكافي يعرفان بحمامي السيدة العمة ، وانتقلتا إلى الكامل بن شاور ، ثم إلى ورثة الشريف ابن ثعلب ، وهما الآن بأيديهم ، ولا تدور إلّا الواحدة ، وهاتان الحمامان كانتا على يمنة من يدخل من أول حارة الروم تجاه ربع الحاجب لؤلؤ ، المعروف الآن بربع الزياتين ، علو الفندق الذي بابه بسوق الشوّايين ، وكانت إحداهما برسم الرجال والأخرى برسم النساء ، وقد خربتا ولم يبق لهما أثر البتة.
حمام الساباط : قال ابن عبد الظاهر : كان في القصر الصغير باب يعرف بباب الساباط ، كان الخليفة في العيد يخرج منه إلى الميدان ، وهو الخرشتف الآن ، إلى المنحر لينحر فيه الضحايا. قلت حمام الساباط هذا يعرّف في زمننا بحمّام المارستان المنصوري وهو برسم دخول النساء عند باب سرّ المارستان المنصوري ، وهذا الحمّام هو حمّام القصر الصغير الغربي ، ويعرف أيضا بحمّام الصنيمة ، فلما زالت دولة الخلفاء الفاطميين من القاهرة ، باعها القاضي مؤيد الدين أبو المنصور محمد بن المنذر بن محمد العدل الأنصاريّ الشافعيّ ، وكيل بيت المال في أيام الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب ، للأمير عز الدين أيبك العزيزيّ هي وساحات تحاذيها بألف ومائتي دينار ، في ذي الحجة سنة تسعين وخمسمائة ، ثم باعها الأمير عز الدين أيبك للشيخ أمين الدين قيمار بن عبد الله الحمويّ التاجر ، بألف وستمائة دينار ، فورثها من بعده من استحق إرثه ، ثم اشترى من الورثة نصفها الأمير الفارس صارم الدين خطلبا الكاملي العادلي ، في سنة سبع وثلاثين وستمائة ، وانتقلت أيضا منها حصة إلى ملك الأمير علاء الدين ايدكين البندقداري الصالحي النجمي استادار الملك الظاهر بيبرس ، في سنة ثمان وسبعين وستمائة ، فلما تملك الملك المنصور قلاوون الألفي وانشأ المارستان الكبير المنصوري ، صارت فيما هو موقوف عليه ، وهي الآن في أوقافه ولها شهرة في حمامات القاهرة.
حمام لؤلؤ : هذه الحمام برأس رحبة الأيد مرى ملاصقة لدار السناني ، أنشأها الأمير