تمرّ بك الأموال غير مقيمة |
|
إلى الجود إلّا أن تكون على رحل |
فما لك مجتاز ، وجودك موطن |
|
ولا تنبت (٤) الأموال والجود في رحل |
فاستحسن المأمون ذلك وأعطاه صلة سنية.
__________________
(١) بالأصل : أعطيه.
(٢) عقب المعافى بن زكريا على الخبر : قال القاضي : فإن قال قائل : كيف أعطى المأمون على قوله :
فإن غدوت ظالما غدا معك
ولم وافقه على تصويب مساعدة الظالم وممالأته ، قيل : إنه لم يظهر في قول هذا القائل ما يوجب مظافرة الظالم في عمله ، وقوله : غدا معك ، يتجه فيه أن يكون معناه غدا معك ليكفك عن الظلم بالوعظ لك والرفق بك والاستعطاف على ما تسوّل لك نفسك ظلمه ، فيصرفك عن الظلم ، ويثنيك عن معرة الإثم.
وقد جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقل له : يا رسول الله ، أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال : تحجبه عن الظلم فذلك نصرك إياه.
(٣) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢١٠ ـ ٢٢٠) ص ٢٣٤ من طريق محمد بن زكريا الغلابي.
(٤) الأصل : تثبت ، والمثبت عن المطبوعة.