أخبرنا أبوا (١) الحسن ، قالا : نا وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا محمّد بن علي المقرئ ، نا محمّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يقول : سمعت محمّد بن عبد الرّحمن يقول : سمعت أبا الصلت عبد السّلام بن صالح يقول :
حبسني الخليفة المأمون ليلة ، فكنا نتحدث حتى ذهب من الليل ما ذهب ، وطفئ السراج ، ونام القيّم الذي كان يصلح السّراج ، فدعاه فلم يجبه ـ وكان نائما ـ فقلت : يا أمير المؤمنين أصلحه ، فقال : لا ، فأصلحه هو ، ثم انتبه الخادم ، فظننت أنه يعاقبه لأنه كان يناديه وهو نائم فلا يجبه قال : فتعجبت أنا فسمعته يقول : ربما أكون (٣) في المتوضأ فيشتموني ـ وأظنه قال : ويفترون عليّ ـ ولا يدرون أنّي أسمع ، فأعفو عنهم.
قال (٤) : ونا الجوهري ، نا محمّد بن العبّاس ، نا الصولي ، نا عون بن محمّد ، نا عبد الله بن البواب قال :
كان المأمون يحلم حتى يغيظنا في بعض الأوقات ، جلس يستاك على دجلة من بغداد من وراء ستره ، ونحن قيام بين يديه ، فمرّ ملاح وهو يقول بأعلى صوته : أتظنون أن هذا المأمون ينبل في عيني وقد قتل أخاه؟ قال : فو الله ما أراد إلّا على أن تبسّم وقال لنا : ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل؟.
أخبرنا أبو سعد (٥) محمّد (٦) بن إبراهيم بن أحمد القرّي (٧) بقرّ (٨) ـ أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العمري التفليسي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أخبرني عبيد الله بن محمّد الزاهد العكبري ـ بها ـ نا عبد الله بن محمّد بن مسبح (٩) ، نا محمّد بن المغلّس المعروف بابن مردة ، نا محمّد بن السّري القنطري ، نا علي بن عبيد الله قال : قال يحيى بن أكثم :
__________________
(١) الأصل : «أبو» خطأ والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ١٨٨ ـ ١٨٩.
(٣) عن تاريخ بغداد وبالأصل : كان.
(٤) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ١٨٩.
(٥) كذا بالأصل ، وفي المشيخة ١٧٦ / أ«أبو سعيد».
(٦) الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٣٩١ من طريق ابن عساكر.
(٧) كذا بالأصل والمشيخة وفي تاريخ الخلفاء : الغزي ، تحريف.
(٨) قرّ محلة بنيسابور (مشيخة ابن عساكر ١٧٦ / أ).
(٩) الأصل : مسبح ، وفي تاريخ الخلفاء : مسيح.